53 - الحُسَيْن بن محمد بْن عليّ بْن الحَسَن، نور الهدى أبو طَالِب الهاشميّ العبّاسيّ الزَّيْنَبيّ، الفقيه الحنفيّ، [المتوفى: 512 هـ]
رئيس الطّائفة الحنفيّة.
كَانَ إمامًا معظّمًا كبير الشّان، مكرّمًا للغرباء، بارِعًا في المذهب. ولد سنة عشرين وأربعمائة، وسمع: أبا طَالِب بْن غَيْلان، وأبا القاسم الأزهري، وأبا القاسم التنوخي، والحسن ابن المقتدر، وسمع بمكّة الصّحيح مِن كريمة، وتفرّد بِهِ عَنْهَا ببغداد، وسمعه منه النّاس.
روى عنه: عَبْد الغافر الكاشْغَريّ. ومات قبله بأربعين سنة أو أكثر، وابن أخيه عليّ بْن طِراد الوزير، والصائن هبة الله ابن عساكر.
وسمع منه الصّحيح عَبْد المنعم بْن كُلَيْب، وقد قرأ القرآن عَلَى الزّاهد أَبِي الحَسَن القَزْوينيّ، وتفقَّه عَلَى قاضي القُضاة أَبِي عَبْد الله الدّامَغَانيّ، وقد مدحه الغزّي الشّاعر بقصيدة حَسَنة.
تُوُفّي في صَفَر، وله اثنتان وتسعون سنة، فهو وأخواه أبو نصر محمد وطِراد ماتوا في عَشْر المائة، وتفرّدوا في وقتهم.
ولم يزل نور الهدى مدرّس مدرسة شرف المُلْك، وترسَّل إلى ملوك الأطراف. وولي نقابة العبّاسييّن والطّالبيّين، ثمّ استعفى بعد أشهر، فأُعفي، وأُحضر أخوه طِراد من الكوفة، وكان نقيبها، فوُلّي نقابة العبّاسييّن.
54 - حَمْدُ بْن نصر بن أحمد بن محمد بن معروف، الحافظ أبو العلاء الهَمَذَانيّ الأعمش الأديب. [المتوفى: 512 هـ]
أجاز لأبي سعد السمعاني فقال: كَانَ عارفًا بالحديث حافظًا ثقة، مكثرًا. سَمِعَ الكثير بنفسه وأملى وحدث. سمع بهمذان: أبا مُسْلِم بْن غزو النّهاوندي، وأبا الحَسَن عُبَيْد الله بْن أَبِي عَبْد الله بْن مَنْدَهْ، وهارون بن ماهلة -[191]- الهمذاني، وطبقتهم، مولده بهمذان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. ومات في عاشر شوال.
قلت: روى عَنْهُ: السّلَفيّ، وأبو العلاء العطّار، وجماعة. وكان مَعَ بصره بالحديث عارفًا بمذهب أحمد، ناصرًا للسُّنّة، وافر الحُرْمة. أملى عدّة مجالس مِن حفظه، رحمه الله تعالى! وكان أحد الأدباء بارعًا في فضائله، وقع لنا من روايته في السلماسية.
أخبرنا أحمد بن عبد الكريم قال: أخبرنا نصر بن جرو قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: سمعت حمد بن نصر الحافظ بهمذان يقول: سمعت علي بن حميد الحافظ يقول: سَمِعْتُ طاهر بْن عَبْد الله الحافظ يَقُولُ: سَمِعْتُ حمْد بْن عُمَر الزَّجَّاج الحافظ يَقُولُ: لما أملى صالح بْن أحْمَد التميمي الحافظ بهَمَذَان كانت لَهُ رَحًى، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها عَلَى محابر أصحاب الحديث.
رواها أبو سَعْد السّمعانيّ، عَنْ شيخ له، عَنِ السّلَفيّ، فكأني لقِيتُه وسمعتها منه، مَعَ أنّ حمد بن نصر قد أجاز لأبي سعد.