كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 11)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= وفي الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 1 ص 66، 67 في ذكر كنية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا إسرائيل، عن عبد الكريم الجزرى، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تجمعوا بين اسمى وكنيتى".
والحديث في تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر -باب: ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينهما وبين اسمه أحد من أمته. قال: ورواه أحمد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه بلفظ: "لا تجمعوا بين كنينى واسمى".
وقال الإمام الحافظ ابن عساكر -في علة النهي عن الجمع بين اسمه وكنيته - صلى الله عليه وسلم -: اختلف في ذلك فقيل: إنما نهى عنه في حال حياته لا دعى غيره فظن أنه هو المدعو (كما ورد الحديث بذلك) وقيل إنما نهى عن أن يجمع أحد بين اسمه وبين كنيته مطلقا، واستدل هذا القائل بما رواه أحمد والبيهقي عن جابر مرفوعًا: "من تسمى باسمى فلا يكنى بكنيتى، ومن كنى بكنيتى فلا يسمى باسمى، وقد روى أنه رخص في الجمع بينهما لولد علي بن أي طالب وذلك أن عليا قال: يا رسول الله إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ فقال: نعم، وكانت رخصة منه لعلى ... وروى عنه ما يدل على إباحة الجمع بينهما مطلقا، وذلك فيما رواه أبو داود عن عائشة أنها قالت: جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله؛ إني قد ولدت غلاما فسميته محمدا وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره ذلك، فقال: "ما الذي أحل اسمى وحرم كنيتى أو ما الذي أحل كنينى وحرم اسمى"؟ ورواه أحمد وذهب مالك إلى الأخذ بهذا. قال البيهقي: قال حميد بن زنجويه في كتاب الأدب: سئل عن أبي أويس ما كان مالك يقول في الرجل يجمع اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وكنيته فأشار إلى شيخ جالس معنا، فقال هذا محمد بن مالك اسمه محمد وكنينه أبو القاسم، وكان يقول: إنما نهى عن ذلك في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - كراهة أن يدعو أحد باسمه أو كنيته فيلتفت، فأما اليوم فلا بأس بذلك، وذهب الشافعي إلى أن ذلك لا يجوز؛ فروى البيهقي عنه أنه قال: لا يحل لأحد أن يكنى بكنية أبي القاسم سواء كان اسمه محمدا أو لا- اهـ.
وأبو غزية الأنصاري ترجم له صاحب أسد الغابة ج 1 رقم 6143 وقال: روى عنه ابنه غزيّة، يعد في الشاميين. روى يزيد بن ربيعة الصنعاني، عن غزية بن أبي غزية، عن أبيه قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجوا معه، فقال رجل ممن خرج معه: يا محمد، يا أبا القاسم، فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال الأنصاري: ما إياك أردت بأبي أنت وأمى، أردت الأنصاري. فقال: "لا تجمعوا بين اسمى وكنيتى" اهـ.
وترجمة عبيد بن عازب في الإصابة ج 6 ص 362 رقم 5336 وفيه: عبيد بن عازب الأنصاري أخو البراء ... قال ابن سعد وابن شاهين: هو أحد العشرة الذين وجههم عمر من الصحابة إلى الكوفة مع عمار بن ياسر، وأخرج الطبراني وابن منده من طريق قيس بن الربيع، عن أبي ليلى، عن حفصة بنت البراء بن عازب، عن عمها عبيد بن عازب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "لا تجمعوا بين اسمى وكنيتى" ووقع في رواية ابن منده عن حفصة بنت عازب، فكأنه نسبها لجدها، وهو جد عديّ كذا جزم به هناك، وذكر في موضع آخر: أن اسم جده دينار، وفي آخر: تيس بن ثابت، وفي آخر: عبد الله بن يزيد، والله أعلم.
والحديث في الصغير، ج 6 ص 390 رقم 9748 من رواية الإمام أحمد: عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، ورمز لصحته. قال المناوي: رواه أحمد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري البخاري، ولد في عهد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لكن ليس له رواية، بل روى هذا الحديث عن عمه، رمز المصنف لصحته، وهو كما قال، فقد قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

الصفحة 26