كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 11)

278/ 24639 - "لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيئًا، وَلَوْ أنْ تُعطِي صِلَةَ الحَبْلِ، وَلَوْ أَنْ تُعطِي شِسع النَّعلِ، ولَوْ أَنْ تُفْرغَ مِنْ دَلوكَ فِي إناء المُسْتَسقِي، وَلوْ أَنْ تُنَحِّي الشَّئَ مِنْ طريق [الناس] (*) يؤذيهم وَلوْ أنْ تَلقَى أَخَاكَ ووَجهُكَ إِليه مُنطَلق، وَلَوْ أَنْ تَلقَى أَخَاكَ فتُسلمَ عَليهِ، وَلَوْ أنْ تُؤنسَ الوحْشان فِي الأرضِ، وإنْ سَبَّكَ رَجلٌ بشيءٍ يَعْلَمهُ فِيكَ وَأَنْتَ تَعلمُ فِيه نَحوَهُ فَلا تَسُبَّه فَيكونَ أجرُهُ لَكَ، وَوزْرُهُ عَلَيه، وَمَاسَرَّ أُذُنَكَ أَنْ تَسمعَهُ فَاعملْ بِه، ومَا أسَاءَ أُذُنَكَ أنْ تَعملَ (* *) بِهِ فاجتنِبْه".
حم عن أبي تميمة الهجيمى عن رجل من قومه، ك عن جابر بن سليم (¬1).
¬__________
= لا تحشروا: أي لا يندبون إلى المغازي، ولا نضرب عليهم البعوث. وقيل: لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالهم، بل يأخذها في أماكنهم - (نهاية).
لا تعشروا: أي لا يؤخذ عشر أموالهم. وقل: أرادوا به الصدقة الواجبة، وإنما فسّح لهم في تركها؛ لأنها لم تكن واجبةً يومئذ عليهم، إنما تجب بتمام الحول.
(*) ما بين القوسين المعكوفين من الظاهرية.
(* *) في الظاهرة: هو ما سَاء أذنك أن تسمعه ...
(¬1) الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (من حديث أبي تميمة الهجيمى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -) ج 3 ص 482، 483 قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: ثنا سعيد الجريرى عن أبي الليل عن أبي تميمة الهجيمى قال إسماعيل مرة: عن أبي تميمة الهجيمى عن رجل من قومه، قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض طرق المدينة وعليه إزار من قطن منتثر الحاشية فقلت: عليك السلام يا رسول الله، فقال: إن عليك السلام تحية الموتى، إن عليك السلام تحية الموتى، إن عليك السلام تحية الموتى، سلام عليكم، سلام عليكم مرتين أو ثلاثا هكذا قال: سألت عن الإزار، فقلت: أين أتزر؟ فأقنع ظهره بعظم ساقه، وقال: "ها هنا اتزر، فإن أبيت فههنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فههنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحب كل مختال فخور" وقد سألته عن المعروف فقال: "لا تَحقرَن من المعروف شيئًا ولو أن تعطى صلة الحبل، ولو أن تعطى شسع النعل، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقى، ولو أن تنحى الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض، وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت نعلم فيه نحوه فلا تسبه، فيكون أجره لك، ووزره عليه، وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه، فاجتنبه".
وصدر الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك: كتاب (اللباس) ج 4 ص 186 باب: آداب السلام، قال: الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفرا، أنبأ جعفر بن عون، أنبأ سعيد بن إياس الجريرى إلى آخر السند كما جاء عند أحمد ... ثم ذكر المتن كما جاء في مسند أحمد إلى قوله: "إن الله لا يحب كل مختال فخور". =

الصفحة 49