كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 11)

م، د عن أبي هريرة (¬1).
1807/ 26168 - "لا يَزالُ أهلُ الغَرْبِ ظَاهِرينَ عَلَى الحَقِّ حتى تَقومَ السَّاعَةُ".
{م} (*) عن سعد بن أبي وقاص (¬2).
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم في كتاب (الإيمان) باب: بيان الوسوسة في الإيمان، وما يقوله من وجدها ج 1 ص 119 رقم 212 بلفظ: حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد، (واللفظ لهارون) قالا: حدثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال الناس بتساءلون حتى يقال: هذا خَلَقَ اللهُ الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل آمنت بالله".
قال المحقق: (فليقل آمنت بالله) معناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى -الله تعالى- في إذهابه. قال الإمام المازرى رحمه الله: ظاهر الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالأعراض عنها والردِّ لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها. قال: والذي يقال في هذا المعنى: إن الخواطر على قسمين: فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها؛ وعلى هذا يحمل الحديث. وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة. فكأنه لما كان أمرا طاريا بغير أصل دُفع بغير نظر في دليل؛ إذ لا أصل له ينظر فيه. وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها. والله أعلم.
وأخرجه أبو داود في سننه (باب: في الجهمية) ج 5 ص 91 رقم 4721 بلفظ: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خَلَقَ الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل آمنت بالله".
وأخرجه البخاري في بدء الخلق (4/ 149) باب: صفة إبليس وجنوده، وفي الاعتصام (9/ 119) - عن أنس -باب: ما يكره من السؤال، ومسلم- عن أبي هريرة- في الإيمان، حديث 134 باب: بيان الوسوسة في الإيمان ... إلخ. ونسبه المنذري للنسائى أيضًا.
(*) ما بين القوسين رمز مسلم ليس ظاهرا في الأصل.
(¬2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب (الإمارة) باب: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم "ج 3 ص 1525 رقم 1925 بلفظ: حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا هُشيم، عن داود ابن أبي هند، عن أبي عثمان، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال أهل الغَرْبِ ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة".
(أهلَ الغرب) قال علي بن المدينيّ: المراد بأهل الغرب: العرب.
والمراد الغرب: الدلو الكبير، لاختصاصهم بها غالبا.
وقال الآخرون: المراد به: الغرب من الأرض.
وقال معاذ: هم بالشام.
وجاء في حديث آخر: هم ببيت المقدس. وقيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك.
قال القاضي: وقيل المراد بأهل الغرب: أهل الشدة والجلد. وغرب كل شيء: حده.

الصفحة 832