كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 11)

206/ 24567 - "لَا تَتَمَنَّوا المَوْتَ".
هـ عن خباب (¬1).
207/ 24568 - "لا تَتَمَنَّوا المَوْتَ؛ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ العَمَلَ، وَلَا يُرَدُّ الرَّجُلُ فَيُسْتَعْتَبُ".
محمد بن نصر في كتاب الصلاة، طب عن ابن عم عابس الغفاري (¬2).
¬__________
= وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب (الجهاد والسير) باب: كراهة تمنى لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللقاء، ج 3/ 1362 رقم 19 بلفظ: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد قالا: حدثنا أبو عامر العقدى، عن المغيرة -وهو ابن عبد الرحمن الحزامى- عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تتمنَّوا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا".
والنهى عن تمنى لقاء العدو لما فيه من صورة الإعجاب والاتكال على النفس، والوثوق بالقوة، وهو نوع بغى، وقد ضمن الله -تعالى- لمن بُغِي عليه أن ينصره؛ ولأنه يتضمن قلة الاهتمام بالعدو واحتقاره، وهذا يخالف الاحتياط والحزم. اهـ: نووى بتصرف.
والحديث في الصغير بلفظه من رواية البخاري ومسلم: عن أبي هريرة، ورمز له بالصحة.
قال المناوي: قضية تصرف المصنف أن هذا هو الحديث بكماله، والأمر بخلافه، بل له بقية مقيدة كان ينبغي للمؤلف أن لا يحذفها، ونص البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أيامه التي لقى فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس، ثم قال في الناس -أي: خطيبا- فقال: "أيها الناس: لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف" ثم قال: "اللهم منزل الكتاب، ومجرى السحاب، وهازم الأحزاب: اهزمهم وانصرنا عليهم" اهـ: بنصه. مناوى.
وبعد البحث في روايات البخاري وجدنا رواية الأصل مذكورة في المتن رقم 3026 أما الرواية التي أشار إليها المناوي فهي موجودة أيضًا بالمتن رقم 3025 فلا داعى لتعقيبه.
(¬1) الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه كتاب (الزهد) باب: في البناء والخراب ج 2/ 1394 رقم 4163 بلفظ: حدثنا إسماعيل بن موسى، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضَرِّب؛ قال: أتينا خبابا نعوده فقال: لقد طال سُقمى، ولولا أنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تتمنوا الموت" لتمنيته، وقال: "إن العبد ليؤجر في نفقته كلها، إلا في التراب "أو قال: "في البناء".
والحديث في الصغير بلفظه من رواية ابن ماجه: عن خباب، ورمز له بالصحة.
قال المناوي: ورواه أحمد، والبزار، وزاد: "فإن هول المطلع شديد" قال الهيثمي: وسنده جيد.
(¬2) الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب (الخلافة)، باب: إمارة السفهاء والصبيان ج 5/ 245 بلفظ: عن زاذان أبي عمر، عن عليم قال: كنا جلوسا على سطح معنا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عليم -لا أحسبه- إلا قال: عبس الغفاري، والناس يخرجون في الطاعون، فقال عبس: يا طاعون خذنى، ثلاثا يقولها، فقال له عليم: لم تقل هذا؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يتمن أحدكم الموت عند انقطاع عمله، ولا يرد فيستعتب" فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء، وبيع الحكم، واستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، ونشو يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل =

الصفحة 9