كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 11)

قال أبو الحسن: قال لنا البغوي: روى هذا الحديث غير واحد لم يذكروا فيه كلام عمر -رضي الله عنه- ولا أعلم روى هذا الكلام غير سعيد بن عبد الرحمن الجمحي.
وبما رواه أيضًا بسند صحيح (¬1): عن أبي غلاب قال: "قلت لابن عمر: أكنت اعتددت بتلك التطليقة؟ قال: وما لي لا أعتد بها! ".
وبسند صحيح أيضًا (¬2): عن جابر: "قلت لابن عمر: اعتددت بتلك التطليقة؟ قال: نعم".
وبسند جيد أيضًا (¬3): عن الشعبي "طلق ابن عمر امرأته واحدة وهي حائض، فانطلق عمر -رضي الله عنه- إلى رسول الله -عليه السلام- فأخبره، فأمره أن يراجعها، ثم يستقبل الطلاق في عدتها، ويحتسب بهذه التطليقة التي طلق أول مرة".
وبما رواه البيهقي (¬4) بسند صحيح: عن عبيد الله، عن نافع قال: "اعتد ابن عمر بالتطليقة، ولم تعتد امرأته بالحيضة".
المناقشة الثانية: في قوله: "وأما حديث ابن أبي ذئب ... إلى آخره". فما ذكره ها هنا يرده ما رواه الدارقطني (¬5) عن ابن عمر، عن النبي -عليه السلام- "قال: هي واحدة".
قال: فهذا نص في موضع الخلاف، وليس مما تقدم من الكلام شيء يصلح أن يعود عليه الضمير إلا الطلاق المتقدم.
وكذلك يرده ما رواه ابن وهب في "مسنده": أبنا ابن أبي ذئب، عن نافع ... فذكر الحديث، وفيه قال ابن أبي ذئب في الحديث عن رسول الله -عليه السلام-: " وهي واحدة".
¬__________
(¬1) "سنن الدارقطني" (4/ 8 رقم 18).
(¬2) "سنن الدارقطني" (4/ 10 رقم 28).
(¬3) "سنن الدارقطني" (4/ 11 رقم 30).
(¬4) "سنن البيهقي الكبرى" (7/ 418 رقم 15179).
(¬5) "سنن الدارقطني" (4/ 9 رقم 24).

الصفحة 22