كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 11)

قال: وحدثني حنظلة بن أبي سفيان، سمع سالمًا يحدث، عن أبيه، عن النبي -عليه السلام- بذلك.
وقال عبد الحق الخزرجي: وكيف يكون ما قاله ابن حزم مُوَجِّهًا وفي الحديث: فقال رسول الله -عليه السلام-، قال: وحديث الدارقطني (¬1) يدفع قوله أيضًا؛ لأنه لم يورد فيه غير قوله -عليه السلام-: "هي واحدة".
وقوله: "ثم لو صح يقينًا ... إلى أخره" كلام ساقط وتأويل بعيد يرده الحديث وسياق الكلام. فافهم.
المناقشة الثالثة: في قوله: "خبر ابن لبيد مرسل ولا حجة في مرسل". فنقول: لا نسلم ذلك؛ لأن شيخ المحدثين محمد بن إسماعيل لما ذكره في "تاريخه" جعله من جملة الصحابة وقال (¬2): قال أبو نعيم: عن عبد الرحمن بن الغسِّيل، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد قال: "أسرع النبي -عليه السلام- حتى تقطعت نعالنا يوم مات سعد بن معاذ"، وقال ابن حبان البستي في كتاب "الصحابة": له صحبة. ولما ذكره الترمذي فيهم قال: رأى سيدنا رسول الله -عليه السلام- وهو غلام.
وقال عنه أبو عمر: "إن الشمس كسفت فخرج النبي -عليه السلام- وخرجنا حتى أتينا في المسجد، فأطال القيام ... " الحديث.
قال أبو عمر: قول البخاري أولى يعني كونه ذكره في الصحابة، وقد ذكرنا من الأحاديث ما يشهد له، وهو أولى بأن يذكر في الصحابة من محمود بن الربيع فإنه أسنّ منه، وذكره مسلم في التابعين فلم يصنع شيئًا, ولا عَلِمَ منه ما عَلِمَ غيره.
وذكره في جملة الصحابة أيضًا جماعة منهم: أبو منصور الباوردي وأبو سليمان بن زبر وأبو يعلى الموصلي، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" ويعقوب بن شيبة وأحمد بن حنبل وأبو أحمد العسكري وأبو القاسم البغوي وابن منده وأبو نعيم -رحمهم الله-.
¬__________
(¬1) "سنن الدارقطني" (4/ 10 رقم 27).
(¬2) "التاريخ الكبير" (7/ 402 رقم 1762).

الصفحة 23