كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 11)

وقال: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سألت أبا عبد اللَّه عن حديث ابن عون، عن محمد أن حذيفة تزوج مجوسيّة فأنكره وقال: الأخبار على خلافه.
قلت لأبي عبد اللَّه: ثبت عندك؟
قال: لا.
فقلت: إن أبا ثور يحتجّ بأنهم من أهل الكتاب؟
قال: وأي كتاب لهم؟
قلت: يحتج بقوله: "سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الكِتَابِ؟ " (¬1).
فقال: ما أختلف أحد في نكاح المجوس أو في ذبائحهم، قد أختلفوا في اليهود والنصارى. فأما المجوس فلم يختلفوا.
وأنكر أبو عبد اللَّه نكاح المجوسيّات إنكارًا شديدًا، وضعف ما جاء فيه.
¬__________
(¬1) رواه الإمام مالك ص 187، وعبد الرزاق 6/ 68 (10025)، وابن أبي شيبة 2/ 435 (10765)، والبزار في "مسنده" 3/ 264 - 265 (1056)، وقال: هذا الحديث قد رواه جماعة عن جعفر، عن أبيه، ولم يقولوا عن جده، وجده علي بن الحسين. والحديث مرسل، ولا نعلم أحدًا قال: عن جعفر عن أبيه إلا أبو علي الحنفي عن مالك.
وأبو يعلى 2/ 168 (862)، والبيهقي 9/ 189 كلهم من حديث عبد الرحمن بن عوف قال ابن كثير في "تفسيره" 5/ 80: لم يثبت بهذا اللفظ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 13: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
وقال الحافظ في "الفتح" 6/ 261: وهذا منقطع، مع ثقة رجاله، ورواه ابن المنذر والدارقطني في "الغرائب" من طريق أبي على الحنفي، عن مالك فزاد فيه عن جده، وهو منقطع أيضًا؛ لأن جده علي بن الحسين لم يلحق عبد الرحمن بن عوف ولا عمر. وضعفه الألباني في "الإرواء" (1248).

الصفحة 84