كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 11)

9766 - "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر. (م) عن أبي هريرة (صح) ".
(لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر) أي أنه تعالى الآتي بالحوادث وذلك أنهم كانوا يضيفون الحوادث إلى الزمان والدهر {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: 24].
ويسبونه: يا خيبة الدهر وقال المنذري (¬1): معنى الحديث أن العرب كانت إذا نزل بأحدهم مكروه يسبوا الدهر ويعتقد أن الذي أصابه فعل الدهر فكأن هذا كاللعن للفاعل ولا فاعل لكل شيء إلا الله.
قلت: وقد بقي هذا شائعًا في ألسنة الناس من المسلمين وفي أشعارهم وهي سنة جاهلية وبؤخذ من الحديث أن: لفظ الدهر من أسماء الله وقد تكلم بذلك جماعة وجعلوه من أسمائه الحسنى.
(م (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري بلفظه.

9767 - "لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة. (د) عن زيد بن خالد (ح) ".
(لا تسبوا الديك) الحيوان المعروف (فإنه يوقظ للصلاة) قال الحليمي: فيه دليل على أن كل من استفيد منه خير لا ينبغي أن يسب ولا يستهان به بل حقه الإكرام والشكر، وإيقاظه للصلاة أن الله تعالى ألهمه بالصياح عند الأسحار وعند طلوع الفجر وعند سائر أوقات الصلاة وهذا من عظمة شأن الصلاة حيث جعلت الحيوانات التي لا تعقل تدل على وقتها.
(د (¬3) عن زيد بن خالد) قال: صرخ ديك قريبًا من النبي - صلى الله عليه وسلم - فلعنه رجل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مه" ثم ذكر، رمز المصنف لحسنه، وقال النووي في الأذكار: إسناده
¬__________
(¬1) الترغيب والترهيب (3/ 317).
(¬2) أخرجه مسلم (2246).
(¬3) أخرجه أبو داود (5101)، وانظر: الأذكار رقم (950) ورياض الصالحين (1730)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7314).

الصفحة 104