عن أنس مرفوعًا بلفظ: "ويضيع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب" (¬1).
9804 - "لا تطرحوا الدر في أفواه الكلاب. الملخص عن أنس".
(لا تطرحوا الدر) أي العلم (في أفواه الكلاب) الذين لا يعملون به بل يتخذونه آلة لكل سوء يريدونه وشر يقصدونه لذا شبه العالم غير [4/ 381] العامل بالكلب حيث قال: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} إلى قوله: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ...} الآية. [الأعراف: 175، 176] والعالم إن عمل كان قريبا للملائكة كما قال تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} [آل عمران: 18]، وإن كان غير عامل كان قريبًا للكلاب والخنازير (المخلص (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العَيْزَار (¬3) كذاب وضاع، إلا أن ما سبق شاهد له.
9805 - "لا تطرقوا النساء ليلا. (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(لا تطرقوا النساء) أي تقدموا على الأزواج من الأسفار (ليلًا) لما علل به في غيره من أنه قد يوافق أهله على غير الحالة التي يريد وتريد والطرق لا يكون إلا في الليل فذكره تجريد كما في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}، مع أن الإسراء لا يكون إلا في الليل وفيه أنه لا يحسن أن يدخل على أهله في حالة يكرهون رؤيتهم له عليها لئلا ينفر طبعه عنهم. (طب (¬4) عن ابن
¬__________
(¬1) أخرجه ابن ماجة (224).
(¬2) أخرجه المخلص كما في الكنز (29320)، وابن عدي في الكامل (7/ 223)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 309)، والديلمي في الفردوس (7334)، والكامل (7/ 222)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6242) ضعيف جدًّا.
(¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 200)، والمغني (2/ 741).
(¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 245) رقم (11626)، وانظر المجمع (4/ 330)، وصححه =