كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 11)

عن الحق وإنه ظهر له وجهه فلذلك حرم وقال ابن الأثير (¬1): المراد الجدال على الباطل وطلب المغالبة لا إظهار الحق فإنه [4/ 371] محمود قال تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]. (الطيالسي هب (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته إلا أن فيه فليح بن سليمان (¬3) أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، وقال ابن معين والنسائي: غير قوي.

9721 - "لا تجار أخاك، ولا تشاره, ولا تماره. ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن حويرث بن عمرو".
(لا تجار أخاك) روي بتخفيف الراء والجيم من الجري والمسابقة: أي لا تطاوله وتغالبه وتجري معه في المناظرة لتظهر علمك رياء وسمعة وروي بتشديدها أي لا تجير عليه وتلحق به جريرة أو هو من الجري، وهو أن يماطله بحقه ويجره من محله إلى وقت آخر. (ولا تشاره) من الشر بالمعجمة أي لا تفعل به شرًّا يحوجه إلى أن يفعل بك مثله أو أعظم منه (ولا تماره) من المماراة الجدال وكله نهي عن التعرض لأذية أخيه. (ابن أبي الدنيا (¬4) في ذم الغيبة عن حريث) مصغر حرث (ابن عمرو) المخزومي له صحبة.

9722 - "لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم (حم د ك) عن عمر (صح) ".
(لا تجالسوا أهل القدر) هم الذين يقولون: إن الله تعالى لا يعلم الأشياء إلا حين وقوعها (ولا تفاتحوهم) لا تخوضوا معهم في القدر لأنهم ربما أوقعوكم في
¬__________
(¬1) النهاية (1/ 707).
(¬2) أخرجه الطيالسي (2268)، والبيهقي في الشعب (2257)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7223)، والصحيحة (2419).
(¬3) انظر ميزان الاعتدال (5/ 442).
(¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6192)، والضعيفة (4773).

الصفحة 86