كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 11)

9754 - "لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها. (هـ) عن أبي هريرة".
(لا تزال طائفة من أمتي) قال البخاري: في صحيحه: وهم أهل العلم (قوامة على أمر الله) على الدين الحق (لا يضرها من خالفها) قال البيضاوي: أراد بالأمة أمة الإجابة وبالأمر الشريعة والدين، وقيل: الجهاد وبالقيام به المحافظة والمواظبة عليه، والطائفة هم المجتهدون في الأحكام الشرعية والعقائد الدينية أو المرابطون في الثغور والمجاهدون لأعداء الدين انتهى، قلت: ولا مانع أن المراد الكل. (هـ (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف ورجاله موثقون.

9755 - "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة. (ك) عن عمر (صح) ".
(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين) عالين للأعداء حال كون تلك الطائفة: (على الحق) قال النووي (¬2): ونعم ما قال يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع الأمة ما بين شجاع وبصير وفقيه ومفسر ومحدث وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزاهد وعابد ولا يلزم اجتماعهم ببلد واحد ويجوز إخلاء الأرض كلها عن بعضهم أولًا فأولًا إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد فإذا انقرضوا جاء أمر الله بقيام الساعة كما قال: (حتى تقوم الساعة) أي إلى قرب قيامها, لأن الساعة لا تقوم حتى لا يقال في الأرض "الله، الله" وفيه أن هذه الأمة خير الأمم وأنه يستمر تمسكها بالدين الحق. (ك (¬3) عن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي.
¬__________
(¬1) أخرجه ابن ماجة (7)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7291)، وحسنه في الصحيحة (1962).
(¬2) فتح الباري (13/ 295).
(¬3) أخرجه الحاكم (4/ 449)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7287)، والصحيحة (270).

الصفحة 99