كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 11)

124 - ومنها -وهو قريب مما قبله-: تشبه المتردد بين الحق والباطل بالشاة العاشرة بين الغنمين.
قال الله تعالى فيهم: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} [النساء: 143].
وروى البخاري في "تاريخه"، ومسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ المُنَافِقِ مَثَلُ الشَّاةِ العَائِرَةِ بَيْنَ الغَنَمَيْنِ، تَصِيْرُ إِلىْ هَذِهِ مَرَّةً وإلىْ هَذهِ مَرَّةً لأَنَّهَا لا تَدْرِيْ أيَّهَا تَتْبعُ، وَكَذَلِكَ حَالُ المُنَافِقِ في الآخِرَةِ" (¬1).
روى الإِمام أحمد، والبيهقي عن ابن عمر أيضاً - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مَثَلَ المُنَافِقِ يَوْمُ القِيَامَةِ كَالشَّاةِ بَيْنَ الغَنَمَيْنِ؛ إِنْ أتتْ هَؤُلاَءِ نَطَحَتْهَا، وإنْ أتتْ هَؤُلاَءِ نَطَحَتْهَا" (¬2).
يعني: إن أهل الإيمان يذمونهم بتخلفهم عن الإيمان, وأهل النار يلعنونهم؛ لأن أهل النار يتلاعنون {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} [الأعراف: 38].

125 - ومنها: التشبه بالثعلب في الكذب.
وقالوا: أكذب من فاختة (¬3).
¬__________
(¬1) رواه البخاري في "التاريح الكبير" (5/ 331)، ومسلم (2784).
(¬2) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (2/ 68)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8437).
(¬3) انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (2/ 173).

الصفحة 103