قال ابن حجر: وحكمُهُ الرفعُ، وما كانت عائشة تأخذ عن أهل الكتاب (¬1).
وروى البيهقي بإسناد صحيح، عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: لا تقتلوا الضفادع؛ فإن نقيقهنَّ تسبيح، ولا تقتلوا الخفاش؛ فإنه لما خرب بيت المقدس قال: يا رب! سلطني على البحر حتى أغرقهم (¬2).
هذا -وإن كان إسناده صحيحا- فإنه لا يبلغ درجة ما قبله؛ لأن ابن عمرو كان يأخذ عن الإسرائليات كما قال ابن حجر (¬3).
57 - ومنها: التشبه في الانطواء على الخبث بالخنفساء.
من أمثال العرب: إذا تحركت فست.
وقالوا: إذا مشت تنتنت؛ أي: جاءت بالنتن الكثير (¬4).
قال الدميري: يضرب لمن انطوى على خبث؛ يقال: لا تفتشوا عما عنده؛ فإنه يؤذيكم بنتن معايبه (¬5).
قلت: حدثنا بعض مشايخنا عن مفتي الروم المولى أبي السعود: أنه كان مرة يبحث مع جماعة من الأعيان، وكان فيهم واحد ليس في الفضل
¬__________
(¬1) انظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (4/ 154).
(¬2) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (9/ 318) وقال: موقوف صحيح.
(¬3) انظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (4/ 154).
(¬4) انظر: "مجمع الأمثال" للميداني (1/ 245).
(¬5) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (1/ 430).