كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 11)

الكلام، فنظر منهم إعراضًا عنه ولغطًا، فأراد أن يستنصتهم، فقال: ألا اسمعوا يا بقر! فقال بعضهم: قل يا ثور!

80 - ومنها: التغاير على المناصب ونحوها من ترهات الدنيا تشبهاً بالتيوس، ونحوها من الحيوانات.
روى الأصبهاني في "الترغيب" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَأْتي عَلَى أُمَّتي زَمَانٌ يَحْسُدُ الفُقَهَاءُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَغَارُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ كتَغَايُرِ التُّيُوْسِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ" (¬1).

81 - ومنها: الاسترسال مع الغُلْمة تشبهاً بالجمل، والتيس، والكلب، والذئب، وغيرها.
قال في "الصحاح": والغُلمة: شهوة الضِّراب، وقد غلم البعير -بالكسر- غلمة، واغتلم: إذا هاج من ذلك (¬2).
وفيه إيماء إلى أن الغلمة في الأصل خاصة بالبهائم، ثم أطلقت في الأناس توسعاً أو مجازًا.
وروى مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل قد زنى، فأمر به فرجم، ثم قال: "كُلَّمَا نَفَرْنَا غَازِيْنَ
¬__________
(¬1) ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (10/ 302)، والديلمي في "مسند الفردوس" (8682). قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 192): هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإسحاق بن إبراهيم، متهم بوضع الحديث.
(¬2) انظر: "الصحاح" للجوهري (5/ 1997) (مادة: غلم).

الصفحة 41