كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 11)

تعالى عنه قال: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله! متى يُترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما سيدا أعمال أهل البر؟
قال: "إِذَا أَصَابَكُمْ مَا أَصَابَ بَنيْ إِسْرَائِيْلَ".
قلت: يا رسول الله! وما أصاب بني اسرائيل؟
قال: "إِذَا دَاهَنَ أَخْيَارُكُمْ فُجَّارَكُمْ، وَصَارَ الْفِقْهُ فيْ شِرَارِكُمْ، وَصَارَ المُلْكُ فيْ صِغَارِكُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَلْبَسُكُمْ فِتْنَهٌ تَكُرُّوْنَ عَلَيْهَا وَتَكُرُّ عَلَيْكُمْ" (¬1)؛ أي: ترجع عليكم.
وروى الإمام أحمد، والبخاري، والنسائي عن أنس رضي الله تعالى عنه: أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لاَ يَأْتيْ عَلَيْكُمْ عَامٌ وَلاَ يَوْمٌ إِلاَّ وَالَّذِيْ بَعْدَهُ شَرُّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ" (¬2).
وروى الدينوري في "المجالسة" عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قال هَرِم بن حيَّان رحمه الله تعالى: اللهم إني أعوذ بك من شر زمان يتمرد فيه صغيرهم، ويأمل فيه كبيرهم، وتقرب فيه آجالهم (¬3).
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (144). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 286): فيه عمار بن سيف؛ وثقه العجلي وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف.
(¬2) رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/ 132)، والبخاري (6657)، والترمذي (2206).
(¬3) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 62).

الصفحة 444