كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 11)

قال: تلك أمة أحمد (¬1).
وكذلك شبه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إسراعَ فقراء أمته إلى الله يوم القيامة بإسراع الحمام إلى أوكارها أو مبيتاتها فيما روى الطبراني، وأبو الشيخ في "الثواب" بإسناد جيد، عن سعيد بن عائذ -رضي الله عنه-: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إِنَّ فُقَرَاءَ المُسْلِمِيْنَ يُزَفُّوْنَ - يعني: إلى الجنة - كَمَا تُزَفُّ الحَمَامُ، فَيُقَالُ لهم: قِفُوْا لِلْحِسَابِ، فَيقُوْلُوْنَ: وَاللهِ مَا تَرَكْنَا شَيْئًا نُحَاسَبُ بِهِ، فَيقُوْلُ اللهُ تَعَالىْ: صَدَقَ عِبَادِيْ فَيَدْخُلُوْنَ الجَنَّةَ" (¬2).
فينبغي أن نشير هنا إلى جملة ما يحسن التخلق بأخلاقه من الحيوانات.

- فمن ذلك الأسد؛ فإن من أخلاقه القوة، والصولة، والشهامة، والشجاعة، وشدة الإقدام، وشدة البأس، ولذلك قالوا: أكرم من الأسد (¬3)، وأبخر من الأسد، وأجرأ من الأسد، ومن أسامة، وهو علم على الأسد (¬4)، وهي أخلاق محمودة من الإنسان وقد اجتمعت هذه
¬__________
(¬1) ورواه الطبري في "التفسير" (9/ 65)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (5/ 1565).
(¬2) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (5508). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 261): في إسناده يزيد بن أبي زياد، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات.
(¬3) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (1/ 294).
(¬4) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (1/ 45).

الصفحة 464