كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 11)

كَمْ بَيْدَقٍ فَرَزْنَ فِي رُقْعَةٍ ... فَصارَ مَقْهُوراً لَهُ الرَّخُّ
ومن أوصاف الصقر: أنه إذا انبعث لا يكاد يرجع إلا بصيد، ولذلك قالوا: أنجز من صقر من النجاز، وربما قالوا: أبخر (¬1)؛ ولعله تصحيف.
وقيل: إن الصقر كالأسد أبخر.
وقالوا: صقرٌ يلوذ حَمَامُه بالعوسَج؛ يُضرب بهذا المثل لمن تهابه الرجال.
ولذلك قالت هند بنت أثاثة في كلامها المتقدم:
حمزة ليثي وعلي صقري
وحُكِيَ عن عثمان بن مرة، عن أبيه قال: سمعت الجن تنوح عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه فوق مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث ليالٍ، فكان مما قالوه: [من مجزوء الكامل المرفّل]
لَيلَةَ الحَصْبَةِ إِذْ ... يَرْمُونَ بِالصَّخْرِ الصِّلابِ
ثُمَّ جاؤُوا بُكْرةً ... ـــــــــــــــغونَ صَقْراً كَالشِّهابِ
زينَهمْ فِي الْحَيِّ وَالـ ... ـــــــــــمَجْلِسِ فَكَّاكَ الرِّقابِ (¬2)
وروى الخطابي في "الغريب" عن عروة بن الزبير، عن أبيه -رضي الله عنه-:
¬__________
(¬1) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (1/ 10).
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في "الهواتف" (ص: 87).

الصفحة 495