الله تعالى: وحشة العباد عن الحق أوحشت منهم القلوب، ولو أنهم استانسوا بربهم لاستأنس بهم كل أحد (¬1).
* لَطِيفَة:
روى الإمام أحمد في "الزهد" عن موسى بن أبي عيسى: أن مريم عليها السلام فقدت عيسى عليه السلام، فدارَتْ تطلبه، فلقيت حائكاً فلم يرشدها، فدَعَتْ عليه، فلا تزال تراه تائهاً، فلقيَتْ خياطاً فارشدها، فدعَتْ له، فهم يؤنس إليهم (¬2).
وروى ابن جهضم في "بهجة الأسرار" عن محمد بن يوسف الجوهري قال: سمعت بِشْراً -يعني: الحافي- رحمه الله تعالى يقول في جنازة أخته: إذا قصر العبد فيما بينه وبين الله تعالى أخذ منه من كان يؤنسه (¬3).
وقال الإمام أحمد في "الزهد": حدثنا أبو معاوية الهمداني، ثنا بعض أصحابنا قال: كان عبد الله بن عامر بن كريز وهو أمير إذا صلَّى بالناس رجع إلى بيته، فيمر برجل به عرجة في مؤخر المسجد فيقول: كيف أنت يا فلان؟
فيقول: بخير، على أنَّ أهل الخير قد أصبحوا مستوحشين.
¬__________
(¬1) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: 47).
(¬2) ورواه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 382).
(¬3) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 346).