كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 11)

عنه: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَىْ وَلَدٍ فِيْ صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَىْ زَوْج فِيْ ذَاتِ يَدهِ" (¬1) وحقيقة الحنو: العطف والشفقة؛ يُقال: حَنَت عليه، وأحنت؛ أي: عطفت.
قال في "الصحاح": وفلان أحنى الناس ضلوعاً عليك؛ أي: أشفقهم (¬2).
وفي "الصحاح" أيضا يقول: أرعيت عليه إذا أبقيت عليه ورحمته (¬3)، فهي أرعاه على زوج ذات يد؛ أي: أحفظ لماله، وأبقى عليه، وهو في النساء قليل، لا تكاد امرأة تشفق ولا تبقى على بعلها، فإن فعلت كانت من خير النساء؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بيَّن وجه خيرية نساء العرب، وهنَّ اللاتي يركبن الإبل أنه كونهن أحنى على الأولاد، وأرعى وأبقى على الأزواج.

- ومن طباع العصافير: ما ذكره الدميري، والسيوطي: أنه إذا خَلَتْ مدينة من أهلها ذهبت العصافير منها، وإذا عادوا عادت، فهي على ضدٍّ من حال البوم ونحوه.
والتشبه بالعصافير في ذلك بأن يؤثر سكنى المدن مع الناس على
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 319)، والبخاري (5050)، ومسلم (2527).
(¬2) انظر: "الصحاح" للجوهري (6/ 2321) (مادة: حنو).
(¬3) انظر: "الصحاح" للجوهري (6/ 2283) (مادة: بقي).

الصفحة 557