كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 11)

وَأَنْتَ مِثْلَ الْحِمارِ أَبْكَمُ لا ... تَشْكُو جِراحًا بِأَلْسُنِ العَرَبِ (¬1)
وقال آخر: [من البسيط]
وَلا يُقِيمُ عَلى ضَيْمٍ يُسامُ بِهِ ... إِلاَّ الأَذَلاَّنِ عَيْرُ الْحَيِّ وَالوَتَدُ
هَذا عَلى الْخشفِ مَرْبُوطٌ بِرُمَّتِهِ ... وَذا يُشَجُّ فَلا يَرْثي لَهُ أَحَدُ (¬2)
وروى الإِمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه عن حذيفة رضي الله تعالى عنه، والإمام أحمد، والطبراني في "الأوسط"، والبيهقي في "الشعب" عن علي، وابن عمر رضي الله تعالى عنهم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ".
قالوا: كيف يذل [نفسه].
قال: "يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلاءِ مَا لا يُطِيْقُ" (¬3).

99 - ومنها: أن يعجب الإنسان بعقله ومعرفته، وهو من البلادة على جانب لا يتنبه، وإن نبه فيكون في جهله المركب أشبه شيء بالحمار.
وقال الزمخشري: يقال: أبلد من ثور، ومن سُلَحْفاة.
وذكر من أمثالهم: إنما طعام فلان القفعاء والتأويل، قال: وهما نَبْتان يأكلهما الحمار، يضرب لمن استبلد فهمه (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "الحيوان" للجاحظ (5/ 294).
(¬2) البيتان للمتلمس. انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: 265).
(¬3) تقدم تخريجه.
(¬4) انظر: "مجمع الأمثال" للميداني (1/ 76).

الصفحة 70