كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 11)

وأن يُوطِّن المكان كما يوطنه البعير (¬1).
قال البغوي في "شرح السنة": نقرة الغراب: هي أن لا يتمكن من السجود ولا يطمئن فيه، بل يمس بانفه وجبهته الأرض، [ثم يرفعه كنقرة الطائر، وافتراش السبع: أن يمد ذراعيه على الأرض] ولا يرفعهما، انتهى (¬2).
وروى الإِمام أحمد، والأئمة الستة عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اعْتَدِلُوْا في سُجُوْدِكُمْ، وَلا يَبْسُطْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الكَلْبِ" (¬3).
وفي الباب عن عائشة، وجابر، وغيرهما (¬4).
وأما إيطان البعير، فقال أبو سليمان الخطابي: فيه وجهان:
أحدهما: أن يَأْلَف الرجل مكاناً معلوما من المسجد لا يصلي إلا فيه، كالبعير لا يأوي من عَطَنه إلا إلى مَبْرَك رمث قد أوطنه.
والوجه الآخر: أن يبرك على ركبتيه إذا أراد السجود بروك البعير على المكان الذي أوطئه، ولا يهوي فيثني ركبتيه حتى يضعهما
¬__________
(¬1) رواه الحاكم في "المستدرك" (833). واللفظ الذي ذكره المؤلف لم ينفرد به الحاكم، بل هو في مصادر التخريج السابقة أيضًا.
(¬2) انظر: "شرح السنة" للبغوي (3/ 162).
(¬3) رواه الإمام أحمد (3/ 279)، والبخاري (788)، ومسلم (493)، وأبو داود (897)، والترمذي (276)، والنسائي (1103)، وابن ماجه (892).
(¬4) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (2/ 294).

الصفحة 77