كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 11)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ الصَّيَّاحَ فيْ الأَسْوَاقِ" (¬1).
قلت: وما أشبهه بالكلاب السوقية والسلوقيَّة.

119 - ومنها: التشبه بالحمر الناهقة بالنطق فيما لا يعنيه، أو فيما لا يفهم.
قال الله تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19].
وروى ابن أبي الدنيا في "الصمت" بسند رواته ثقات، عن عمرو ابن دينار رحمه الله تعالى -مرسلاً- قال: تكلم رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكثر، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "كَمْ دوْنَ لِسَانِكَ مِنْ بَابٍ؟ ".
قال: شفتاي وأسناني.
فقال: "أَمَا فيْ ذَلِكَ مَا يَرُدُّ كَلامَكَ؟ " (¬2).
وفي رواية أنه قال ذلك في رجل أثنى عليه فاستحفز في الكلام، ثم قال: "مَا أتى رَجُلٌ بِشر مِنْ فَضْلِ لِسَانٍ" (¬3).
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: 190)، وكذا البخاري في "الأدب المفرد" (310). وضعف العراقي إسناد ابن أبي الدنيا في "تخريج أحاديث الإحياء" (2/ 783).
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: 86). قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (2/ 775): مرسل ورجاله ثقات.
(¬3) رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: 87) عن عبد الله بن أبي غياث مرسلاً، وعنده: "ما أوتي رجل شرًا".

الصفحة 98