كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 11/ 2)

في الله، والبغض في الله".
انفصلت مع بنت السيد عمر العتكي بطلاق، حيث لم يمكن مرافقتها لنا، عوضنا الله بما هو أسعد.
إنني وجميع الأهل في عافية تامة، وعيش ناعم، نحمد الله عليه بجميع قلوبنا وألسنتنا في الصباح والمساء.
قررت نظارة المعارف أن تزيد في مرتبنا بعد خمسة أشهر مئة فرنك في كل شهر، جاءني الإعلام بذلك منذ يومين.
شرعت في تأسيس مكتبة لي، فنقحت مما عندي من الآثار القديمة كتباً، وأخذت أشتري ما أحتاجه مقدماً الأمم فالأهم.
يبلغ لكم السلام من سائر إخوتنا المخلصين في مودتكم واحترام فضيلتكم.
التلامذة الذين يحضرون بدروسنا في المدرسة يبلغ عددهم الآن نحو ثمانين تلميذاً يتلقون القواعد النحوية والصرفية، ويتعلمون صناعة الإنشاء والخطابة، وعلمي البيان والبديع، وشرح قصائد من المنظومات البليغة.
كما نيط بعهدتنا درس الفلسفة؛ أي: أحوال النفس التي هي راجعة إلى القوى المدركة، والأخلاق، ثم المنطق.
وقد أخذنا نجني ثمرة التعليم، حيث تقدم التلاميذ في صناعة الإنشاء والخطابة شوطاً يبشر بنجاح في المستقبل - إن شاء الله تعالى -.
أنها سيرتنا بدمشق، فإنها لم تتغير عن الطريقة التي كنا نسلكها في تونس، وهو أن معظم أدبائها وكبرائها يعرفوننا ونعرفهم بالسماع والتحية عند الملاقاة، أنها التزاور، فإنه يكون لمناسبة كيدة، أو صحبة خالصة،

الصفحة 25