كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 11/ 3)

- "وكنت في برلين آخذ دروساً في الطبيعة والكيمياء عن المستشرق الدكتور (هردل)، فأخبرني الدكتور بأن أحد الألمان قرأ القرآن، وأسلم، وقال الدكتور: إن الإسلام حقيقة تكلم في التوحيد بما لم يتكلم به دين آخر" (¬1).

* شعره في ألمانيا:
ومن روائع شعره تحت عنوان: "العرب والسياسة":
يقول الإمام محمد الخضر حسين: "كنت في قطار بضواحي برلين يرافقني مدير الأمور الشرقية بوزارة الخارجية، وكان يتحدث مع شاب ألماني باللغة الألمانية، ثم أقبل عليّ وقال لي: أليس هكذا يقول ابن خلدون: إن العرب أبعد الناس عن السياسة؟ فقلت: يريد العرب قبل دخولهم الإسلام، وبهذه المناسبة نظمت هذه الأبيات":
عذيري من فتى أزرى بقومي ... وفي الأهواء ما يلد الهذاءَ (¬2)
يقول: العربُ ظلوا في جفاء ... وما عرفوا السياسةَ والدهاءَ
سلوا التاريخ عن حكم تملَّت ... رعاياه العدالةَ والرخاءَ (¬3)
عزوفِ النفس عن ترفٍ ذكورٍ ... لعقبى من أجاد ومن أساءَ (¬4)
¬__________
(¬1) مجلة "لواء الإسلام" - العدد السابع من السنة الحادية عشر. الصادر بالقاهرة في ربيع الأول 1377 هـ - أكتوبر 1957 م من مقال: "الدعوة القائمة على حق".
(¬2) العذير: العاذل. أزرى به: وضع منه، أو قصّر به. الهذاء: القول الباطل.
(¬3) تملى: استمتع، يقال: تمليت عمري؛ أي: استمتعت به.
(¬4) عزوف: يقال: عزفت النفس عن الشيء: زهدت فيه، وانصرفت عنه، أو ملته، فهي عزوف عنه. العقبى: جزاء الأمر، الآخرة.

الصفحة 151