كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 11/ 3)

همامٍ كان سامرُه وأقصى ... بلاد في مهابته سواءَ (¬1)
هو الفاروق لم يدرك مداه ... أمير هزَّ في الدنيا لواءَ (¬2)
- وتحت عنوان (قوس الغمام):
أيخفى ضمير المرء يوماً ولو سما ... إلى الذروة القصوى ضحى ودهاءَ
إذا كتمتنا الشمس ألوانها ضحى ... يبوح بها قوس الغمام مساءَ (¬3)
- ويصف (حمرة الشفق):
هذا الدجى اغتال النهار ودسّه ... تحت التراب مضرجاً بدمائه (¬4)
ما حمرةُ الشفق التي تبدو سوى ... لطخ من الدم طار نحو ردائه (¬5)
ونجد في هذين البيتين أثر الحرب المشتعلة في نفس الإمام الشاعر.
وفي قرية "لنداو"، والثلج على الأشجار، وقد طلعت عليه الشمس فأخذ يذوب، وقرية "لنداو" على بحيرة "بودن" بألمانيا:
- (عبرات الأشجار):
نسج الغمام لهذه الأشجار من ... غَزْلِ الثلوج براقعاً وجلاببا
¬__________
(¬1) الهمام: الملك العظيم الهمة، والسيد الشجاع، وهو من أسماء الأسد. السامر: مجلس السمار، يقال: أمسيت البارحة في سامر الحي؛ أي: في مجلس مسامرتهم.
(¬2) الفاروق: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق، فرق الله به بين الحق والباطل".
(¬3) قوس الغمام: وكذلك قوس السحاب، يحدث في الأفق عقب المطر، وألوانه مختلفة.
(¬4) الدجى: الظلمة.
(¬5) الشفق: الحمرة في الأفق من الغروب إلى العشاء الآخرة، أو إلى قريب العتمة،
اللطخ: اليسير القليل من كل شيء.

الصفحة 152