كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 11/ 3)

لو تقاضيت في اغترابي أمراً ... نهضت همتي له ونشاطي
لأدرت العِنان نحو دمشقٍ ... وحمدت السُّرى على الأشواط (¬1)
- (ثلج في السحر):
تطاول هذا الليل والجو مزبِدٌ ... تضيق بأمواج الثلوج مسالكُهْ
كأني أُذيبُ الصبح بالحدق التي ... يقلبها وجدي وتلك سبائكُهْ
- (الملك الطبيعي أو راعي الغنم):
قيلت في قرية "ويزندورف" بضواحي برلين:
تقلَّد الملكَ بين الضَّال والسَّلم ... وهبَّ يفتحُ من غَورٍ إلى عَلَم (¬2)
فعرشُه ربوةٌ حاكت خميلتها ... يد الغمامة إذ جادت بمنسجم (¬3)
وتاجه الشمس تبدو فوق مفرقه ... تاج مصونٌ بلا جند وسفك دم (¬4)
سراجه الكوكب الدُّرِّيُّ يرسل من ... عليائه بسناً ينساب في الظُّلم
والظَّبي يرقُمُ في طِرْس الفلاة خُطاً ... أحلى لناظره من جولةِ القلم (¬5)
صفت مناظر غدرانٍ فكان له ... فيها مزايا جلاها صاقل النَّسَمِ
¬__________
= المتوفاة بدمشق في رمضان سنة 1335 هـ. الظباء: الواحد ظبي، وهو الغزال.
(¬1) السُّرى: سير عامة الليل. الأشواط: الواحد شوط: الجري مرة إلى الغاية.
(¬2) الضال والسلم: من أشجار البادية. الغور: ما انحدر من الأرض، ويقابله النجد، والقعر من كل شيء. العلم: الجبل الطويل.
(¬3) الخميلة: الشجر الكثير الملتف حيث كان.
(¬4) المفرق: وسط الرأس وهو الذي يفرق فيه الشعر.
(¬5) الظبي: الغزال للذكر والأنثى. الطرس: الصحيفة.

الصفحة 155