كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 11/ 3)

وآلةُ الطَّرب الحُملان ترتع في ... خِصبِ فيسمع منها أطيب النَّغم (¬1)
عَيناهُ: ذي سارَقَتْ جَفْنَ المها نظراً ... وتلك ناظرةٌ شزراً إلى الأجم (¬2)
لم يتَّخذ سامراً يوحي إليه بما ... يهوى ويخضب بعض الحق بالكَتَم (¬3)
وما امتطى مركباً كيلا يضايق ... في مسيره نَفَسَ العجفاء والهرم
ومن تولَّى زمام الأمر في ملأٍ ... لم يغلُ إن ساسهم سعياً على قدم
- (أحمد الظعن):
قيلت على لسان قلم أهداه لأحد الكتاب بعد عودته من برلين سنة 1334 هـ:
أطوي المراحل من "برلين" في أمل ... لم يجن زهرته كفُّ الذي قَطَنا (¬4)
وأحمد الظعنَ إن الظعن أظفرني ... بأنمل تخدمُ الإسلامَ والوطنا (¬5)
- ومن أجمل شعره وأبدعة قصيدته التي قالها عند رجوعه من برلين سنة 1337 هـ، وعنوانها: "من برلين إلى دمشق"، وقد ركب الباخرة من ميناء "هامبورغ" في ألمانيا، ورافقه في العودة عدد من المجاهدين، وقضى عشرين
¬__________
(¬1) الحملان: جمع الحمل: الصغير من أولاد الضأن.
(¬2) المها: جمع المهاة: البقرة الوحشية. الشزر: نظر الغضبان بمؤخر العين، أو النظر عن يمين وشمال. الأجم: جمع الأجمة: الشجر الكثير الملتف، وهي مأوى الأسد.
(¬3) السامر: مجلس السمار. الكتم: نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر فيبقى لونه، ويريد الشاعر بذلك: ما يخفي وجه الحق.
(¬4) المراحل: جمع مرحلة: المسافة التي يقطعها المسافر في اليوم.
(¬5) الظعن: السير. الأنمل: جمع أنملة: رأس الأصبع.

الصفحة 156