كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 11/ 3)

يجوسُ خلالها اليونانُ مَرحى ... مِراحَ الفُرسِ يومَ المهرجانِ (¬1)
فيا نكدي يسوس الخصمُ أمري ... وكنتُ أذقته حرَّ الطعانِ
قصدت إلى الشَّآمِ ولست أدري ... أيقسو أم يلين بها زماني
وللإفرنجِ في بيروتَ عينٌ ... يُسمَّى من يُساجِلُهم بجاني (¬2)
وصلت إلى طرابلسٍ وحيداً ... أعاني بالتنكّرِ ما أعاني (¬3)
يَشينُ قِبابها علمٌ غريبٌ ... وذاك علامةُ الوطن المُهانِ
هلمَّ حقيبتي لأحُطَّ رحلي ... فنفخُ زهورِ جِلَّق في تداني
فخض بي أيها الحادي رُباها ... وألق عصا التَّرحُّل غير واني (¬4)
حللتُ بها ولم أفقد ندامى ... على أدب وعيشاً في ليان (¬5)
وللأقدارِ في الدُّنيا صروفٌ ... طويتُ على الحديث بها لساني (¬6)
- وإليكم هذه الصورة الشعرية، وكأنها لوحة رسام شاعر:
(سرق الغمام):
سرق الغمام اليوم ظلي بعد أن ... رسمته في "لنداو" شمس ضحاها (¬7)
¬__________
(¬1) المراح: التبختر والاختبال.
(¬2) العين: الجاسوس. ساجل: بارى وفاخر وعارض.
(¬3) طرابلس: مدينة ساحلية في لبنان.
(¬4) الواني: الضعيف البدن.
(¬5) ليان: رخاء العيش ونعيمه.
(¬6) الصروف: جمع الصرف: حدثان الدهر ونوائبه.
(¬7) لنداو: قرية ألمانية على بحيرة بودن قرب برلين.

الصفحة 159