كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 11/ 3)

الإنسانية نظراً إلى وزنها بترقياته العلمية لم تزل خفيفة، فقلت تحت عنوان: (أيها الإنسان):
أما كفاك ظباءً أو مها بربى ... حتى تقنّصت آسادَ الشّرى بزُبى
وما اقتنعت بما يطفو على لجج ... فغصت تلقط دراً تحتها رَسَبا
ولم تقف عند تنسيق المقال إلى ... أن ماج حسناً وصار الثغر والشنبا
وبعد إرساله دهراً أقمت له ... وزناً، أكان حصاً ثم انثنى ذهبا
قلّبت وجهك بعد الأرض في فلكٍ ... فظلت ترصد منهُ السبعة الشهبا
أما تفقهت عنها في حقائق ما ... وراءها فنضحت الشك والريبا
سار اليراع رويداً فانتهضت لما ... يحدو الصحائف في شوط أو الكتبا
صغت الحديد مطايا إذ تلبثت الـ ... ـجياد أو لقيتْ في سيرها نَصَبا
ما ضاقت الأرض يوماً عن خطاك لما ... صعدت في الجو تحكي الطير والسحبا
واشتقت لهجة إلف واهتديت لأن ... تمتع السمع منها حيثما ذهبا
حكى الصدى صيحة رجت فجئت بما ... يحكي القصائد أنّى شئت والخطبا
حبُّ الحياة استثار العزم منك إلى ... طبٍّ وحربٍ فكنت البرء والوَصَبا
فما الطبيب بمستشفاه أرغب في الـ ... بقاء ممن يلاقي البِيضَ والشهبا
أرسلت في كل وادٍ رائداً فدرى ... من حكمة البحث كنهَ الأمر والسببا
لكنني ما دريت اليوم أنك قد ... أفرغت في نفسك الأخلاق والأدبا
كنت أسيح في تلك الغابات ترويحاً للخاطر، وإيثاراً لها في بعض الأحيان على مشاهد الحضارة وزخارفها، ولا سيما في أيام رمضان، حتى قلت

الصفحة 175