كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 11/ 3)

إلى أن تحيد عن جانب الفضيلة، وهم لا يرقبون ذمتك، فيقفوا لك عندما تقف في دائرتها؟!.
- أسير مع الرجل على قدر ما أدرك من قيمته، فإن نظرت إليه على حسب وجاهته، أو كساد سمعته عند الناس، فقد ألقيت بنفسي في حمأة من التقليد.
- إذا أحببت الذي يجاملك وهو يحارب الله، لم يكن بغضك لمن حارب الله، وأمسك عن مصانعتك من قبيل الغيرة على حرم الشريعة.
- لا يدرك قصير النظر من الحدائق المتناسقة غير أشجار ذات أفنان، وثمار ذات ألوان، وإنما ينقب عن منابتها وأطوار نشأتها ذو فكرة متيقظة.
- لا تحمل نفسك ما لا تطيق من منّةِ وضيع، أو نخوة فخور، فإذا أحسست في صدرك بالحاجة إليه، فاصنع ماذا تصنع لو بقي في موتته الأولى، أو أدركته موتته الثانية.
- لا تعجب لذوق ينكر ما ألفته، أو يألف ما أنكرته، حتى يتقلَّب في التجارب والمشاهدات التي تقلَّب فيها ذوقك أطواراً.
- قد يقف لك الأجنبي على طرف المساواة، حتى إذا حلّ في وطنك غالباً، دفعك إلى درك أسفل، واتخذ من عنقك موطئاً.
- في الناس من لا يلاقيك بثغر باسم إلا إذا دخلت عليه من باب الغباوة، أو خرجت له عن قصد السبيل، فاحتفظ بألمعيتك واستقامتك، فإنما يأسف على طلاقة وجهه قوم لا يفقهون.
- إن من الجهال من يرمي على مقام وجيه، فعلّمه بسيرتك القيمة أن الجهالة لا ترجح على العلم وزناً، وإن وُضع بازائها السلطة الغالبة، أو الثروة الطائلة.

الصفحة 177