كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 11/ 3)

نسبٌ يشرك فيه خامل ... ونبيه أين منه المهربُ؟
أتراني ليس لي جدٌّ له ... شهرة أو ليس يُدرى لي أبُ

* علاج هذه المثبطات:
يعالج الرجل هذه المثبطات الناشئة عن ضعف النفس وقلة تمرينها على احتمال المكاره؛ بأن يذكر ما تأتي به الرحلة من الفوائد العلمية أو الأدبية، خاصة أو عامة، فإذا وثقت نفسه بغايتها النبيلة، وعواقبها الحميدة، سهل عليها كل صعب، واستهانت بكل خطر.
قال عبد الملك بن سعيد في وصية ابنه علي عندما أراد الرحلة إلى بلاد الشرق:
وكلّ ما كابدته في النوى ... إياك أن يكسر من همتك
وليذكر أن هذه المؤلمات تذهب، وأن ثمرة الرحلة لذيذة باقية.
قال القاضي محمد بن عيسى أحد الراحلين من الأندلس إلى الشرق بعد أوبته:
كأن لم يكن بَيْنٌ ولم تك فرقةٌ ... إذا كان من بعد الفراق تلاقي
كأنْ لم تؤرق بالعراقين مقلتي ... ولم تمْرِ كفُّ الشوق ماء مآقي
ولم أزر الأعراب في جنب أرضهم ... بذات اللوى من رامة وبراق
ولم أصطبح بالبيد من قهوة الندى ... وكأس سقاها في الأزاهر ساق
ونرى في كتب الأدب شعراً كثيراً يقصد ناظمه الرد على من يحاول تثبيطه عن الرحلة، كما قال أبو تمام:
أآلفةَ النجيب كم افتراق ... أظلّ فكان داعية اجتماع

الصفحة 9