كتاب المعاملات المالية أصالة ومعاصرة (اسم الجزء: 11)

دليل ابن عباس على أنه لا ربا إلا في النسيئة:
الدليل الأول:
(ح-٧٠٣) بما رواه البخاري ومسلم، عن ابن عباس أنه قال: حدثني أسامة بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ربا إلا في النسيئة (¬١).
(ح-٧٠٤) ورواه مسلم من طريق طاووس، عن ابن عباس، عن أسامة بن زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ربا فيما كان يدًا بيد.

جواب الجمهور عن حديث أسامة بن زيد:
الجواب الأول:
أن معنى قوله: (لا ربا إلا في النسيئة) أن هذا التعبير هو من باب التوكيد، وليس من باب الحصر، أي لا ربا أعظم، ولا أشد من ربا النسيئة، وهو أسلوب عربي متبع.
قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨].
وإنما: أداة حصر، فكأنه قال: ما يخشى الله من عباده إلا العلماء. والمقصود تمام الخشية وكمالها.
(ث-١٢٦) وقد روى البخاري عن عمران بن الحصين موقوفًا عليه
ورواه مسلم من قول بريدة، أنهما قالا: لا رقية إلا من عين أو حمة (¬٢).
يريد والله أعلم لا رقية أنفع من رقية العين والحمة، وإلا فإن فالرقية تنفع من غير العين والحمة, ولكن أنفع ما يشفى بالرقية هذان المرضان: العين والحمة.
---------------
(¬١) صحيح البخاري (٢١٧٩)، صحيح مسلم (١٥٨٤).
(¬٢) البخاري (٥٧٠٥)، ومسلم (٢٢٠).

الصفحة 115