كتاب المعاملات المالية أصالة ومعاصرة (اسم الجزء: 11)
الدليل الثاني:
(ح-٧٣٤) ما رواه مسلم من طريق أبي الأشعث عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالثمر، والملح بالملح، مثلًا بمثل، سواء بسواء، يدًا بيد. . . (¬١).
فإن الأصناف الأربعة مطعومة مكيلة.
الدليل الثالث:
(ح- ٧٣٥) ما رواه الدارقطني في سننه من طريق المبارك بن مجاهد، عن مالك بن أنس، عن أبي الزناد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ربا إلا في ذهب، أو فضة، أو مما يكال، أو يوزن، ويؤكل ويشرب.
قال الدارقطني: [هذا مرسل، ووهم المبارك على مالك برفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو من قول سعيد بن المسيب مرسل] (¬٢).
الترجيح:
من خلال تحرير الخلاف السابق نجد أن الفقهاء - فيما عدا الظاهرية وعدد
---------------
(¬١) صحيح مسلم (١٥٨٧).
(¬٢) سنن الدارقطني (٣/ ١٤)، قلت: هو في موطأ مالك (٢/ ٦٣٥) من رواية يحيى، موقوفاً على سعيد بن المسيب.
ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٤١٣٩)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٣/ ٣٣٨)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (٤/ ٢٩٨).
جاء في نصب الراية (٤/ ٣٦): "هكذا رواه المبارك بن مجاهد، ووهم على مالك في رفعه، إنما هو قول سعيد، قال ابن القطان: وليست هذه علته، وإنما علته أن المبارك بن مجاهد ضعيف، ومع ضعفه فقد انفرد عن مالك برفعه، والناس رووه عنه موقوفًا".