كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 11)
بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] إنها نصوص وتوجيهات تملأ سور القرآن، وهو كتاب أحكمت آياته وفصلت لقوم يعلمون، وهي نصوص صحيحة في السنة وممارسات عملية في السيرة، نقتبس منها قوله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بالحنيفية السمحة» (¬1) (أخرجه أحمد 21788) «إن خير دينكم أيسره» (ثلاثًا) ولفظ «إنكم أمة أريد بكم اليسر» (¬2)، «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» (¬3).
(القصد القصد تبلغوا) (¬4).
وفي المقابل قال عليه الصلاة والسلام: «إياكم والغلو» (¬5).
«هلك المتنطعون» قالها ثلاثًا (¬6) «إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق».
ومن السنة إلى السيرة العملية فقد دخل اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم - بكل صفاقة وحقد «السام عليك» يعني الموت، فقالت: عائشة رضي الله عنها: وعليكم السام واللعنة. فوجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: «يا عائشة ما هذا؟ إن الله يكره الفحش والتفاحش، وقد رددت عليهم ما قالوا، فقلت: وعليكم» متفق عليه. إنها أخلاق الأنبياء لا يقابلون المنكر بمثله، ولا يردون الفحش بمفرداته،
¬_________
(¬1) قال ابن القيم رحمه الله جمع الله عز وجل في هذه الشريعة بين كونها حنيفية وكونها سمحة، فهي حنيفية في التوحيد، سمحة في العمل (إغاثة اللهفان 1/ 58) والحديث أخرجه أحمد (21788).
(¬2) رواه أحمد 5/ 32، وصحح إسناده الحافظ في الفتح 1/ 94.
(¬3) متفق عليه (6927، 2593).
(¬4) (أخرجه البخاري 6463).
(¬5) (أحمد 1854، والنسائي وابن عاصم في السنن 1/ 46 وصححه).
(¬6) (مسلم 2670).
(¬7) (أحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع 2/ 255).
الصفحة 219
230