كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

[قلت: روى جدّي رحمه الله في "الصفوة" عن أبي نُعيم الأصفهاني أنه قال: كان حبيب مشغولًا بالتعبُّد، ولا نعرف له حديثًا مسندًا.
قال: وقيل: إنه أسند عن الحسن وابن سيرين (وهو وهمٌ من قائله، فإنَّ حبيبًا الذي أسندَ عنهما) (¬1) حبيب المعلِّم].
وروى عنه جعفر بن سليمان، وصالح بن بِشْر المُرِّيّ، ويزيد الخثعمي، وغيرهم (¬2).
[وله مع الفرزدق الشاعر حكاية:
قال: ] وقدم حبيب [العجمي] الشام، ودخل دمشق، ولقي الفرزدق الشاعر وغيره.
قال حبيب: لقيتُ الفرزدق بالشام، فقال: قال لي أبو هريرة (¬3): إنه (¬4) سيأتيك أقوام يؤيسونك من رحمة الله، فلا تأيس (¬5).
[وحكى أبو القاسم ابن عساكر أن] الحسن البصري أتاه هاربًا (¬6) من الحجَّاج، فقال: يا أبا محمد، احفظني من الشُّرَط، فهم على إثري. فقال حبيب: يا أبا سعيد، ليس بينك وبين ربِّك من الثقة ما تدعو فيسترَك من هؤلاء؟ ! ادْخُل البيت. فدخل، ودخلَ الشُّرَط على إثره، فقالوا: يا أبا محمد، دخل الحسن ها هنا؟ قال: ادخُلوا. فدخلوا، فلم يروا الحسن، فخرجوا، وذكروا ذلك للحجَّاج، فقال: بلى كان في بيته، ولكنَّ الله طمس على أعينكم فلم تروه.
[انتهت سيرة حبيب العجمي، رحمه الله تعالى].
¬__________
(¬1) قوله: وهو وهم من قائله ... إلخ (وهو ما بين قوسين عاديين) من "حلية الأولياء" 6/ 154 - 155، و"صفة الصفوة" 3/ 321 وسقط من (ص) والكلام منها وهو الواقع بين حاصرتين.
(¬2) قوله: وروى عنه جعفر بن سليمان ... إلخ، ليس في (ص).
(¬3) في (ب) و (خ) و (د) (والخبر منها): فقال لي قال أبو هريرة. والمثبت من "تاريخ دمشق" 4/ 169، و"مختصره" 6/ 186.
(¬4) في (خ): إنك.
(¬5) في المصدرين السابقين: تيأس، وهما بمعنى.
(¬6) في (ب) و (د) و (خ): وأتاه الحسن البصري هاربًا ... والمثبت عبارة (ص) والكلام بين حاصرتين منه، والخبر في "تاريخ دمشق" 4/ 170 (مصورة دار البشير).

الصفحة 106