كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

وفيها توفِّي

أسدُ بنُ عبد الله
ابن يزيد بن أسد بن كُرْز بن عامر البجليّ القَسْريّ [أخو خالد بن عبد الله القسري.
قال أبو القاسم ابن عساكر: وهما] من أهل دمشق، وكان لأَسَد دارٌ بها عند سوق الزَّقَّاقين بناحية دار بطيخ. [وذكر أن جدّه من الصحابة.
وقال أبو القاسم: ولَّاه أخوه خُراسان سنة ثمان ومئة (¬1)، فغزا التُّرك، وكانوا في جمع عظيم، فهزمَهم، ثم عزله هشام في سنة تسع ومئة (¬2)، وولَّى أشرسَ بن عبد الله السُّلَمي، ثم عزله في سنة ثلاث عشرة ومئة، وولّى الجُنيد بن عبد الرحمن بن مُرَّة الغطفاني، ثم عزله في سنة خمس عشرة ومئة، وولَّى عاصم بن عبد الله الهلاليَّ، ثم ولَّى أسدًا] ففتح البلاد (¬3)، وأباد العدوَّ، وبنى مدينة بَلْخ، وأقام بها.
وكانت له مع التُّرك وخاقان وقائعُ لم تكن لغيوه، ودوَّخ ملوك الهند والصين، وقطعَ النهر مرارًا، وفي كلِّ وقائعه كان منصورًا، وأقام إلى سنة عشرين ومئة، فتوفِّي بها قبل عَزْل أخيه خالد بيسير، واستَخْلَفَ على مَرْو جعفرَ بنَ حنظلة البَهْراني.
[وولَّى هشام نَصْرَ بن سيَّار على خُراسان، فلم يزل نجها حتى مات هشام].
ذكر وفاة أسد:
[ذكر هشام والمدائني والواقدي قالوا: كان له دُبَيْلَةٌ (¬4) في جوفه، فحضر المِهْرجَان ببَلْخ، وقدم عليه الدَّهاقين والأمراء بالهدايا، وكان فيمن قدم عليه إبراهيم بن
¬__________
(¬1) في "تاريخ" خليفة ص 340 حوادث سنة (106) أن خالدًا وليّ فيها أخاه أسدًا خُراسان، وقد أخرج ابنُ عساكر كلام خليفة، وسلف الكلام على تولية أسد سنة (106).
(¬2) في "تاريخ دمشق" 2/ 798: ثمان ومئة. وكذا في "تهذيب الكمال" 2/ 506.
(¬3) الكلام السالف بين حاصرتين من (ص). وجاء بدلًا منه في (ب) و (خ) و (د) ما لفظه: ولي خُراسان مرتين، وغزا الغُور وكانوا في جمع عظيم، فهزمهم وفتح البلاد ... إلخ، وينظر "تاريخ دمشق" 2/ 798 (مصورة دار البشير).
(¬4) تصغير دَبْلَة، وهي خُرَاج ودُمَّل كبير يظهر في الجوف فيقتلُ صاحبها غالبًا، ينظر "لسان العرب" 11/ 235 (دبل).

الصفحة 113