كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

[قال أبو حاتم الرازي: ] كان [مجمِّع] مجاب الدعوة (¬1)؛ دعا الله أن يميته قبل الفتنة، فمات بالكوفة صبيحة اليوم الذي خرج فيه زيد بنُ علي.
روى مجمِّع عن ماهان العابد، وروى عنه سفيان الثوريّ، وغيره (¬2).

محمد بن واسع بن جابر
الأزدي البصريّ، أبو عبد الله، ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة (¬3) من أهل البصرة؛ قال: ومات بعد الحسن بعشر سنين؛ كأنه مات في سنة عشرين ومئة. وقال خليفة: محمد بن واسع من الطبقة الرابعة (¬4).
ولا يقدَّم عليه أحدٌ في زمانه في الزُّهد والعبادة والورع، وكان الحسن يُسمِّيه زَينَ القُرَّاء (¬5).
وكان محمد يصوم الدهر ويُخفيه (¬6)، ويقول: اللهم إنْ كان أخلقَ وجهي كثرةُ ذنوبي؛ فهبني لمن أحببتَ من خلقِك (¬7).
وقال سعيد بن عامر: كان بين ابنِ محمدِ بن واسع وبين رجل شيء، فشكاه إلى أبيه، فقال له: وأيُّ شيءٍ أنت؟ ! واللهِ ما اشتريتُ أمَّك إلَّا بثلاث مئة درهم، وأما أبوك فلا كثَّر اللهُ في المسلمين مثلَه. قال سعيد بن عامر: ونحن نقول: بلى، كثَّر الله في المسلمين مثلَه (¬8).
¬__________
= الصفوة 3/ 108، والمنتظم 7/ 198 (وذكره فيه ابن الجوزي في وفيات سنة 119). والشطر الأول من الخبر ورد نحوُه عن محمد بن واسع الأزدي. ينظر "تاريخ دمشق" 65/ 173 (طبعة مجمع دمشق).
(¬1) في (ب) و (خ) و (د): وكان مجاب الدعوة ... والمثبت من (ص) والكلام بين حاصرتين منها. والخبر في "المنتظم" 7/ 198.
(¬2) الجرح والتعديل 8/ 296.
(¬3) في (ب) و (خ) و (د): من الطبقة الثالثة ... والمثبت من (ص). وهو في "طبقات" ابن سعد 9/ 240.
(¬4) قوله: قال ومات بعد الحسن ... إلخ، من (ص)، وجاء بدلًا منه في (ب) و (خ) و (د) قولُه: وقيل: من الرابعة. وكلام ابن سعد في "طبقاته" 9/ 241، وأورده خليفة في "طبقاته" ص 215.
(¬5) حلية الأولياء 2/ 346، وتاريخ دمشق 65/ 160 (طبعة مجمع دمشق) وينظر منه ص 155.
(¬6) حلية الأولياء 2/ 351، وتاريخ دمشق 65/ 158.
(¬7) حلية الأولياء 2/ 353.
(¬8) طبقات ابن سعد 9/ 241، وتاريخ دمشق 65/ 166. وأخرجه أبو نُعيم في "حلية الأولياء" 2/ 350 من طريق آخر.

الصفحة 122