كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)
وروى أبو نُعيم عن عُمر بن ذَرّ قال: رأى الربيع (¬1) رجلًا مريضًا يتصدَّق بصدقة، فقسمها بين جيرانه، فقال: الهدايا أمام الزيارة. فلم يلبث الرجل أيامًا حتى مات، فبكى الربيع وقال: أحسَّ (¬2) - واللهِ - بالموت، فرأى أنه لا ينفعُه من ماله إلَّا ما قدَّمه بين يديه.
[قال: ] وقال [الربيع]: لولا ما يؤمِّل المؤمنون من كرامة الله لهم بعد الموت لتقطَّعت قلوبهم في الدنيا (¬3).
[قال: ] وقال سفيان الثوري: لم يكن في الكوفة رجل أكثرَ ذكرًا للموت من الربيع بن أبي راشد، إنْ كان الربيعُ من الموت لعلى حذر (¬4).
[أسند الربيع عن الثوريّ، وسعيد بن جبير، وكان قليلَ الحديث، رحمه الله تعالى] (¬5).
عطاء السَّلِيمي
[كان] من الخائفين المجتهدين، وهو من الطبقة الرابعة من أهل البصرة.
[وذكرَ عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل أنه كان] أقام أربعين سنة لم يرفع رأسَه (¬6) إلى السماء حياءً من الله تعالى، ولم يضحك، فرفعه مرةً ففُتق فتقٌ في بطنه.
و[روى ابن أبي الدنيا أنه] كان إذا توضَّأ انتفض وارتعد وبكى، فيقال له في ذلك، فيقول: إني أُريد أن أَقْدَم على أمرٍ عظيم، أُريد أن أقوم بين يدي الله تعالى (¬7).
¬__________
(¬1) في (ب) و (خ) و (د): ورأى الربيع ... والمثبت من (ص). والخبر في "الحلية" 5/ 77.
(¬2) في (ب) و (خ) و"صفة الصفوة" 3/ 109: أحسن. والمثبت من (د) و (ص). وهو كذلك في "حلية الأولياء" 5/ 77.
(¬3) حلية الأولياء 5/ 76، وصفة الصفوة 3/ 110، وفيهما: لانشقَّت في الدنيا مرائرهم، ولتقطَّعت أجوافهم.
(¬4) حلية الأولياء 5/ 77، وصفة الصفوة 3/ 110.
(¬5) ما بين حاصرتين من (ص).
(¬6) في (خ): طرفه، والخبر في "حلية الأولياء" 6/ 221، و"صفة الصفوة" 3/ 325. والكلام السالف والآتي بين حاصرتين من (ص).
(¬7) حلية الأولياء 6/ 217، 218، وصفة الصفوة 3/ 325.