كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)
وفيها تُوفِّي
إياس بن معاوية
ابن قُرَّة بن إياس المُرِّيّ البصريّ، من الطَّبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة.
[ونسبه ابنُ سعد، فقال: إياس بن معاوية بن قُرَّة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عُبيد بن سُواءة بن سارية بن ذُبيان بن ثعلبة بن أوس بن مُزينة].
وكنيتُه أبو واثلة [قال: ] وكان ثقةً، قاضيًا على البصرة [وله أحاديث.
قال: وكان] عاقلًا من الرجال فطنًا (¬1).
[قال: ] ولما استُقضيَ أتاه الحسن، فبكى إياس.
[قال: ] وقيل له: كيف ابنُك (¬2)؟ فقال: نِعْمَ الابنُ، كفاني أمرَ دنياي، وفرَّغَني لآخرتي.
[قال: وقيل له: ما أحدٌ إلَّا ويعرفُ عيب نفسه، فما عيبُك؟ قال: كثرة الكلام.
وروى أبو نُعيم الحافظ بمعناه عن داود بن أبي هند قال: قال إياس: ] كلُّ رجلٍ لا يعرفُ عيبَه فهو أحمق، فقيل له: يَا أَبا واثلة، ما عيبُك؟ فقال: كثرةُ الكلام (¬3).
وقدم البصرة، فأتاه ابنُ شُبرمة (¬4)، فسأله عن خمس وسبعين (¬5) مسألة، فما اختلفا إلَّا في ثلاث أو أربع مسائل، ردَّه فيها إياس إلى قوله، ثم قال له: يَا ابنَ شُبْرُمة، هل قرأتَ
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 9/ 233. وقد اختلف ترتيب الكلام في (ب) و (خ) و (د) قليلا عن (ص)، وأثبتُّ ترتيب (ص) لموافقتها المصدر المذكور. والكلام الواقع بين حاصرتين منها.
(¬2) كذا وقع، وهو وهم، فقد ذكروا أن معاوية بن قرَّة (أَبا إياس) هو الذي سئل عن ابنه إياس. ينظر "طبقات" ابن سعد 9/ 233، و"حلية الأولياء" 3/ 124، و"تاريخ دمشق" 3/ 225 (مصورة دار البشير). وسلفَ الخبر في ترجمة معاوية بن قُرة في تراجم من تُوفِّي سنة (113).
(¬3) حلية الأولياء 3/ 124، وتاريخ دمشق 3/ 237 (مصورة دار البشير). والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).
(¬4) كذا في (ب) و (خ) و (د) وليس في (ص)، وهو وهم، ففي الخبر أن إياس بن معاوية قدم واسط، فجعلوا يقولون: قدم البصريّ، قدم البصريّ، فأتاه ابنُ شُبرمة ... إلخ. ينظر "طبقات" ابن سعد 9/ 233، و"تاريخ دمشق" 3/ 226.
(¬5) في المصدرين السابقين: عن بضع وسبعين.