كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)
القرآن؟ قال: نعم. قال: فهل قرأتَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية [المائدة: 3]؟ قال: نعم. قال: فهل وجدتَه بَقَّى لآل شُبْرُمة شيئًا ينظرون (¬1) فيه؟ قال: لا. فقال إياس: إن للنُّسُك فروعًا -فذكر الصلاةَ، والصومَ، والحج، والجهاد- وإني لا أَعلمُك تعلَّقتَ من النُّسُك بشيء أحسن من النظر في الرأي (¬2).
وكان إياس سيّدًا فاضلًا ذكره الأئمة، وله نوادر [عجيبة، وحكايات] غريبة.
[ذكره المدائنيُّ وصنَّفَ له كتابًا وسمَّاه: زَكَن إياس (¬3).
وقال هشام: وأمُّ إياس من أهل خُراسان، وكان رزقُه على القضاء في كل شهر أَلْف درهم] (¬4)
ذكر طرف من أخباره:
قال إياس: قلتُ لأمي: ما شيء سمعتِه عند ولادتي؟ فقالت: طشت وقع من أعلى الدار، ففزعتُ، فولدتُك في تلك الساعة.
وذكر أبو القاسم ابن عساكر عن حمَّاد بن سلمة قال: قال إياس: أذكُر ليلةَ وُلدتُ (¬5)، وضعَتْ أمي على رأسي جَفْنة.
وذكر في "مجمع الأمثال" (¬6) طرفًا من حكاياته. وكذا ذكر هشام والهيثم، فمن ذلك أن إياسًا قدم الشَّام (¬7)، فقدَّم خصمًا له إلى قاضي عبد الملك [بن مروان] وكان خصمُه
¬__________
(¬1) في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها): ينكرون، وهو تحريف، والمثبت من المصدرين السابقين.
(¬2) طبقات ابن سعد 9/ 233، وتاريخ دمشق 3/ 226. ولم يرد هذا الخبر في (ص).
(¬3) ذكره الثعابي في "ثمار القلوب" ص 92. والزَّكَن: الظنُّ بمنزلة اليقين، والفِراسة.
(¬4) الكلام بين حاصرتين من (ص).
(¬5) في (ب) و (خ) و (د): وقال أذكر ليلة ... والمثبت عبارة (ص)، وهذا الخبر والذي قبله في "تاريخ دمشق" 3/ 226، و"تهذيب الكمال" 3/ 409. ونقل محققه عن حاشية أصله الخطيّ بخطّ الذهبيّ في الخبرين ما صورته: الحكايتان مع ضعف سندهما كالمستحيل.
(¬6) 1/ 325، وذكر فيه المثل: أزكن من إياس، وذكره أَيضًا العسكري في "جمهرة الأمثال" 1/ 507، والزمخشري في "المستقصى" 1/ 148.
(¬7) في (ب) و (خ) و (د): ودخل إياس الشام ... والمثبت من (ص). والخبر بنحوه في "عيون الأخبار" 1/ 68، و"العقد الفريد" 2/ 271، و"تاريخ دمشق" 3/ 223 (مصورة دار البشير).