كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)
وكان إمام جامع دمشق؛ جَهْوَرِيَّ الصوت، فكان إذا كبَّر أو قرأ؛ سُمع صوتُه (¬1) من الأوزاع -قرية على باب الفراديس- ولم يكن البنيان يومئذ متصلًا (¬2).
وكان واعظ أهل دمشق، وكان زاهدًا عابدًا، ورعًا صائمًا، قائمًا ثِقَة، وكان يغتسل لكل صلاة، وورده في كل يوم وليلة ألفُ ركعة.
[قال: ] ومن كلامه: زاهدُكم راغبٌ، وعالمُكم جاهل، ومجتهدُكم مقصِّر.
وقال: كفى بنا أن الله يزهِّدنا في الدنيا ونحن نرغب فيها.
وقال: أخٌ لك كما لقيك أخبرك بعيب فيك خيرٌ لك من أخ كلَّما (¬3) لقيَك وضعَ في كفِّك دينارًا (¬4).
وقال: لا تكن وليًّا لله في العلانية، عَدُوًّا له (¬5) في السَّرِيرة.
[واختلفوا في وفاته، فقيل: إنه مات في هذه السنة. وقيل: في أيام هشام من غير تحقيق] (¬6).
أسند بلال عن أَبيه، وجابر بن عبد الله مرسلًا، وعن أبي الدَّرداء (¬7)، وروى عنه الأَوْزَاعِيّ، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وربيعة بن يزيد القصير، وغيرهم.
زُبيد بن الحارث
ابن عبد الكريم اليامي، أبو عبد الله، من الطَّبقة الثالثة من أهل الكوفة.
¬__________
(¬1) في (ص): تكبيره.
(¬2) تاريخ دمشق 3/ 476 بنحوه.
(¬3) في (ص): إذا.
(¬4) تاريخ دمشق 3/ 477. قال ابن عساكر بإثره: كذا قال: بعيب فيك. والمحفوظ: بخطبك (كذا) من الله.
ونقله عنه المزي في "تهذيب الكمال" 4/ 294، وفيه: بحظك من الله. وهي رواية أخرى في "تاريخ دمشق".
(¬5) في (ب) و (خ) و (د): غير واله. والمثبت من (ص)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
(¬6) ما بين حاصرتين من (ص).
(¬7) في "تاريخ دمشق" 3/ 473: وجابر بن عبد الله وأبي الدَّرداء مرسلًا.