كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)
والذي نبشَ زيدًا وقطع رأسه وصلبه خِراش بنُ حَوْشب بن يزيد الشَّيبانِيّ. وقد أشار إليه السيِّد (¬1) الحميري في مرثيَّة يرثي بها زيدًا فقال:
بتُّ لَيلِي مُسَهَّدًا ... ساهرَ العينِ مُقْصَدا (¬2)
ولقد قلت قولةً ... وأطَلْتُ التَّلَدُّدا (¬3)
لعنَ الله حَوْشَبًا ... وخِراشًا ومَزْيدا
ويزيدًا فإنَّهُ ... كان أعتى وأعندا (¬4)
ألفَ أَلْفٍ وألفَ أَلـ ... فٍ من اللَّعْنِ سَرْمَدا
إنهم حاربوا الإلـ ... ـهَ وآذَوْاءَ محمَّدا
شَرَكُوا في دم المُطَهَّـ ... رِ زيدٍ تعمُّدا (¬5)
ثم عالوه (¬6) فوق جِذْ ... عٍ صريعًا مُجَرَّدا
يَا خِراشَ بنَ حَوْشَبٍ ... أنتَ أشقى الوَرَى غدا (¬7)
[وقال هشام: ] لما وصل الرأس إلى هشام؛ نصبَه على درج دمشق، ثم بعثَ به إلى المدينة، وأقام البَدَنُ مصلوبًا حتَّى مات هشام ووليَ الوليد بن يؤيد، فأمر به فأُحرق (¬8).
[وقال أبو عُبيدة معمر: ] لما قُتل زيد قال رجل من بني أسد لابنه يحيى (¬9): الرأي أن تخرج إلى خُراسان، فلكم بها شيعة. قال يحيى: ومن لي بذاك؟ فقال: تتوارى حتَّى يكفَّ عنك الطلب، ثم تخرج. فواراه عنده ليلة، ثم خاف، فأتى عبدَ الملك بنَ بشر بن
¬__________
(¬1) في (ص): الشريف.
(¬2) قوله: مُسَهَّدًا، أي: لم أنم، يقال: سَهدَهُ الهَمُّ ونحوُه، أي: نفى عنه النَّوم. والمُقْصَد: من يمرض فيموت سريعًا. "معجم متن اللغة".
(¬3) في المصدر السابق: التبلُّدا.
(¬4) في (ص): وأعتدا.
(¬5) في "تاريخ" الطبري 7/ 190: تعنُّدا.
(¬6) رُسمت اللفظة في (ب) و (خ) و (د): فاعلوه (؟ ) والمثبت من (ص)، وهو موافق لما في المصدر السابق.
(¬7) تاريخ الطبري 7/ 190. وفي "أنساب الأشراف" 2/ 539 ثلاثة أبيات (الثالث والسادس والتاسع). وقولُه: والذي نبش زيدًا ... إلخ مع الأبيات، وقع في (ص) آخر هذه الفقرة (قبل فقرة: فصل يتعلق يزيد).
(¬8) تاريخ الطبري 7/ 189.
(¬9) يعني يحيى بن زيد. والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).