كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

[وحكى أبو القاسم بن عساكر ما حكاه ابن سعد وقال: مات بحَوْلَايا (¬1) في أيام عمر بن عبد العزيز.
قال: وقيل: في أيام عبد الملك بن مروان. وقيل: في سنة إحدى عشرة ومئة.
قلت: وقد اختلفوا فيه، فقال ابنُ سعد عن الواقدي: كان ضعيفًا قليل الحديث (¬2).
قلت: وقد رَمَوْا شهرًا بشيء آخر، وهو السرقة.
وقد روينا أنَّه كان في خُراسانَ على بيت المال، وأنه (أخذ) خريطة فيها دراهم.
وقال فيه القَطامي:
لقد باعَ شهرٌ دينَه بخريطةٍ ... فمَنْ يأمنُ القرَّاءَ بعدَك يا شهرُ
أخذتَ به شيئًا طفيفًا وبعتَهُ ... من ابن جريرٍ إنَّ هذا هو الغدرُ (¬3)
وحكى الحافظ ابن عساكر عن ابن عَوْن قال: حَجَجْتُ مع شهر، فسرق عَيبَتِي (¬4).
قال: وقال أبو حاتم: بخس الناسُ شهرًا، أي: طعنوه (¬5)].
¬__________
= وقد جاءت الأقوال في (ب) و (خ) مختصرة دون نسبة إلى أصحابها، والمثبت من (ص)، والكلام الآتي بعده بين حاصرتين منها.
(¬1) كذا في (ص) والكلام منها. وفي "تاريخ دمشق" 8/ 147 أنَّه مات بخولان. وهي مِخْلاف (عدة قرى ومحالّ) من مخاليف اليمن. وهي أيضًا قرية كانت بقرب دمشق بها قبر أبي مسلم الخولاني. ينظر "معجم البلدان" 2/ 407. وأما حَوْلايَا فهي قرية كانت بنواحي النهروان، كما في "معجم البلدان" 2/ 322، وذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/ 373 أن شهرًا وفد على بلال بن مرداس الفزاري بحولايا، فأجازه بأربعة آلاف درهم.
(¬2) طبقات ابن سعد 9/ 452.
(¬3) تاريخ دمشق 8/ 144 (مصورة دار البشير). وأورد الذهبي القصة في "سير أعلام النبلاء" 4/ 375 وقال: إسنادها منقطع، ولعلها وقعت وتاب منها، أو أخذها متأوّلًا أن له في بيت مال المسلمين حقًّا. نسأل الله الصفح.
(¬4) المصدر السابق 8/ 143. والعَيبَة: وعاء من جلد، ونحوه، يكون فيه المتاع.
(¬5) لم أقف على هذا القول لأبي حاتم (ويراد به الرازي عند إطلاقه) وقول أبي حاتم الَّذي في "الجرح والتعديل" 4/ 383: لا يُحتجُّ بحديثه. ونقل ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ 145 عن النَّضْر بن شُميل عن ابن عَوْن قال: إن شهرًا نَزَكوه. يعني بَخَسُوه، ونقل أيضًا 8/ 146 عن أبي حاتم السجستاني عن ابن عون قوله فيه: ذاك رجل نَزَكوه. يعني طعنوا فيه، كأنهم ضربوه بالنَّيازك.

الصفحة 17