كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)
من سنة ستٍّ وثمانين، إلى سنة ثمانٍ وتسعين؛ اثنتي عشرة سنة؛ ما فيها عام إلَّا ويفتح فيه حصونًا، أو يهزم فيه جيوشًا (¬1)، وافتتح مدينة الصقالبة، ولقيَ خاقان، فهزمه (¬2).
وحجَّ بالنَّاس سنة أربع وتسعين، وغزا قَيسارَّية سنة ثمان ومئة (¬3)، وحجَ بالنَّاس أَيضًا سنة تسع عشرة ومئة (¬4)، وأخربَ ما بين الخليج والقسطنطينية في البرّ والبحر، وحصرها في سنة ثمان وتسعين، أغزاه إياها أخوه سليمان في البرّ والبحر (¬5)، وكان طامعًا في فتحها, لما رُويَ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَتُفْتَحَنَّ القُسطَنْطينيَّة، ولَنِعْمَ الأميرُ أميرُها, ولَنِعْمَ الجيشُ جيشُها" (¬6).
و[قال خليفة أَيضًا] (¬7) في سنة إحدى ومئة: جمع له يزيد بن عبد الملك إمرة العراقين، وولَّاه محاربة يزيد بن المهلب.
وفي سنة سبع ومئة ولّاه هشام [بن عبد الملك] أرمينية وأذَرْبيجان (¬8).
قال [أبو القاسم] ابن عساكر (¬9): وكانت داره بدمشق عند باب الجامع القِبليّ.
وقال هشام: جرى بين الوليد بن عبد الملك وأخيه مَسْلَمة شيءٌ، فدخل عليه، فاسترضاه، فلما قام مَسْلَمة ليخرج قال الوليد: خُذوا السمع كلَّه بين يدي أبي سعيد.
فقال مَسْلَمة: واللهِ يَا أمير المُؤْمنين، لا أمشي إلَّا في ضوء رضاك عنِّي. فأُعجب الوليد، ورضي عنه (¬10).
¬__________
(¬1) في (ص): ويُفتح فيه حصون أو جُهزم فيه جيوش.
(¬2) ينظر "تاريخ دمشق" 67/ 153 - 156 (طبعة مجمع دمشق).
(¬3) المصدر السابق 67/ 156.
(¬4) قوله: وحجَّ بالنَّاس أَيضًا سنة تسع عشرة ومئة، ليس في (ص). وهو في "تاريخ دمشق" 67/ 161.
(¬5) ينظر "تاريخ دمشق" 67/ 156 و 158. وقوله: وحصرها في سنة ... إلخ، ليس في (ص).
(¬6) أخرجه أَحْمد في "المسند" (18957) من حديث بشر الخثعمي، وذكر محقِّقُوه أن إسناده ضعيف لجهالة أحد رواته.
(¬7) في "تاريخه" ص 325، وذكره عنه ابن عساكر 67/ 161.
(¬8) تاريخ خليفة ص 337، وتاريخ دمشق 67/ 161.
(¬9) في "تاريخه" 67/ 151. والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).
(¬10) بنحوه في المصدر السابق 67/ 164.