كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

وقال أبو يوسف: سألتُ أبا حنيفة فقلتُ: هل لقيتَ أبا جعفر الباقر؟ قال: نعم، وسألتُه يومًا فقلت: هل أراد الله المعاصي؟ فقال: أفيُعصى قهرًا؟ قال أبو حنيفة: فما سمعتُ جوابًا أفحمَ منه (¬1).

أبو النَّجْم الشاعر
واسمُه المفضَّل (¬2) بن قُدامة بن عُبيد الله، من ولد رَبِيعة بن نزار، وهو من رُجَّاز الإسلام في الطبقة التاسعة (¬3).
قال الأصمعيّ: أشعر أرجوزةٍ قالها العرب قول أبو النَّجم:
الحمدُ للهِ الوَهُوبِ المُجْزِلِ ... أعْطَى فلم يَبْخَلْ ولم يُبَخَّلِ (¬4)
وَفَدَ أبو النَّجم على سليمان وهشام ابْنَي عبد الملك، وأنشدهما وأجازاه.

السنة الخامسة عشرة ومئة (¬5)
فيها وقع بخراسان قحطٌ شديد، ومجاعة عظيمة، فكتب الجُنيد إلى الكُوَر: إن مَرْو كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقُها رغدًا من كل مكان فكفرت بأنعم الله (¬6). فاحملُوا إليها المادة. فحملُوا الطعام، وبلغ الرغيفُ فيها درهمًا، فقال الجنيد: أَتَشْكُون الجوع؟ ! ولقد وقع بالهند جوعٌ، فبلغت الحبَّة من الحنطة فيها درهمًا (¬7).
¬__________
(¬1) لم أقف عليه بهذا السياق. وأورده اللالكائي (1265) أن غيلان سأل ربيعة ذلك، وأورده القرطبي عند تفسير الآية (22) من سورة الأنبياء أن رجلًا سأل عليًّا - رضي الله عنه - عن ذلك. وينظر "فتح الباري" 13/ 451.
(¬2) كذا سماه أبو عَمرو الشيباني فيما ذكر الأصفهاني في "الأغاني" 10/ 150. وسمَّاه غيره: الفَضْل.
(¬3) طبقات فحول الشعراء 2/ 749، وتاريخ دمشق 58/ 96 - 97 (طبعة مجمع دمشق). وقال أبو الفرج الأصبهاني في "الأغاني" 10/ 150: هو من رُجَّاز الإسلام الفحول المقدَّمين، وفي الطبقة الأولى منهم.
(¬4) تاريخ دمشق 58/ 101.
(¬5) تضاف عند هذا الموضع نسخة أحمد الثالث ورمزنا لها بـ (د). وهو أول الجزء العاشر منها.
(¬6) اقتباس من قوله تعالى في سورة النحل: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ} [النحل: 112].
(¬7) تاريخ الطبري 7/ 92 وفيه: وإنَّ الحبَّة من الحبوب لتُباعُ عددًا بدرهم. ووقع في (ص): فبلغت حبة الحنطة ...

الصفحة 36