كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

قال يزيد بن هارون: مات منصور سنة الوباء في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة. هذا صورة ما ذكره ابنُ سعد (¬1).
وذكر أبو نُعيم بإسناده إلى هشام بن حسان قال: ] كُنْتُ أصلّي (¬2) أنا ومنصور [بن زاذان] جميعًا، فكان يختم القرآن ما بين الظهر والعصر، ويختمُه ما بين المغرب والعشاء، ثم يبكي وينقُضُ عِمَامتَه ويبلُّها بدموعه [ويضعها بين يديه. وقيل: يمسحُ بها دموعه] (¬3).
وروى ابن أبي الدنيا عنه أنَّه كان يصلِّي بين المغوب والعشاء ركعتين يختِمُ فيهما القرآن (¬4).
[قال: ] وصلَّى الفجر بوضوء العشاء الآخِرة أربعين سنة (¬5).
وكان يقول: لو قيل لي: إنَّ ملك الموت على الباب؛ ما كان عندي زيادة في العمل (¬6).
وكان نهارُه وليلُه مشغولًا بالصلاة والقرآن.
وحكى أبو نُعيم عن أبي حمزة قال: شهدتُ جنازة منصور، فرأيتُ الرِّجال على حِدَة، والنساء على حِدَة، والنصارى على حِدَة [واليهود على حِدة] (¬7).
أسندَ منصور عن أنس، وأرسلَ عنه (¬8)، وأسندَ عن الحسن وغيره (¬9).
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 9/ 313. وهذا الكلام بين حاصرتين من (ص).
(¬2) في (خ) و (د): وقال هشام بن حسان (دون ذكر الإسناد) والمثبت من (ص).
(¬3) بنحوه في "حلية الأولياء" 3/ 57 - 58 أطول منه.
(¬4) بنحوه في المصدر السابق.
(¬5) في "صفة الصفوة" 3/ 12 عن هشيم: عشرين سنة.
(¬6) بنحوه في "حلية الأولياء" 3/ 58، و"صفة الصفوة" 3/ 12.
(¬7) حلية الأولياء 57/ 3. والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).
(¬8) في "تهذيب الكمال " 28/ 524: روى عن أنس بن مالك؛ يقال: مرسل.
(¬9) في (ص) أسند عن الحسن وابن سيرين وعطاء ونظرائهم. وينظر المصدر السابق.

الصفحة 435