كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

طلبُوا وتْرَ هاشمٍ فشَفَوْهُ (¬1) ... بَعْدَ مَيلٍ من الزَّمان وياسِ
لا تُقِيلَنَّ عَبْدَ شَمْسٍ عِثارًا ... واقْطَعَنْ كلَّ رَقْلَةٍ وأَواسي (¬2)
ذُلُّها أظهَرَ التَّوَدُّدَ منها ... وبِها منْكُمُ كحزِّ المواسي
ولقد غَاظَني وغاظَ سَوَائي (¬3) ... قُرْبُهُمْ من نَمارقٍ وكَراسي
أنْزِلُوها بحيثُ أنْزَلَها اللهُ ... بدارِ الهَوَانِ والارْتكاسِ (¬4)
واذكرُوا مَصْرَعَ الحسينِ وزيدٍ (¬5) ... وقتيلًا بجانب المِهْرَاسِ
والقتيلَ الذي بحرَّانَ أضحى (¬6) ... ثاويًا بين غُرْبَةٍ وتناسي
نِعْمَ شِبْلُ الهِراشِ مَوْلاك شِبْلٌ ... لو نَجا من حبائلِ الإفلاسِ
فأمر بهم عبدُ الله فشُدخوا بالعُمُد، ثم بُسِطَتْ عليهم البُسُط، ودعا بالطعام، وجعلَ يأكلُ ويسمعُ أنينَهم حتى ماتوا جميعًا. ثم قال للشاعر: لولا أنك خلطتَ كلامَك بالمسألة؛ لأغْنَمْتُكَ أموالهم، ولَعَقْدتُ لك على جميع موالي بني هاشم (¬7).
وقيل: لم يقتلهم لقول الشاعر، وإنما جاءه الخبر بأنَّ الشام قد انتقضَ عليه، وأنَّ أبا الورد والسُّفيانيَّ قد ثاروا وثار معهم (¬8) بنو أمية، فخاف عبدُ الله على نفسه، فقتلَهم.
وقال الهيثم: جمعَهم عبدُ الله ليفرضَ لهم العطاء، فقتلَهم.
¬__________
(¬1) في "كامل" المبرِّد: فشَفَوْها.
(¬2) الرَّقْلَةُ: النخلةُ الطويلة، ويقال إذا وُصف الرجل بالطُّول: كأنه رَقْلَة. والأواسى (بتشديد الياء أو تخفيفها) جمع آسِيَّة، وهي أصل البناء بمنزلة الأساس. قاله المبرِّد.
(¬3) سَوَائي، أي: سِوَاي، وهي بالقصر مع كسر السين، وبالمدّ مع فتحها. ينظر المصدر السابق.
(¬4) في "كامل" المبرّد 3/ 1367: والإتعاس.
(¬5) في "كامل" المبرّد: وزيدًا.
(¬6) جاء في حاشية (د) ما صورتُه: "الذي بجانب المِهْراس حمزةُ - رضي الله عنه -، والقتيل الذي بحرَّان إبراهيم بن محمد". اهـ. والمِهْراس: ماءٌ بأُحُد؛ قاله المبرِّد، وقال أيضًا: إنما نَسبَ شِبْلٌ قتلَ حمزة إلى بني أميَّة لأن أبا سفيان بن حرب كان قائد الناس يومَ أُحد.
(¬7) الكامل للمبرد 3/ 1367 - 1368. وينظر "العقد الفريد" 4/ 485 - 486. ورُوي الخبر بنحوه لأبي العباس السفاح في قصيدة بنحوه لسُدَيْف. ينظر "طبقات ابن المعتز" ص 38 - 40، و"الأغاني" 4/ 344 - 346. وينظر أيضًا "أنساب الأشراف" 3/ 182 و 7/ 662.
(¬8) كذا. والجادَّة: ثارا وثار معهما.

الصفحة 448