كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

حفص بن سليمان
أبو سَلَمة الخلَّال، وزيرُ آلِ محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وهو مولى السَّبيع.
وقيل: لم يكن خلَّالًا، وإنَّما كان يجلسُ إلى الخلَّالين.
وقيل: كان له حوانيت يعمل فيها الخلّ.
وقيل: نُسب إلى خِلَلِ (¬1) السيوف، وهي الجُفون، والعربُ تسمِّي من يعملُها خَلَّالًا.
وهو أوَّلُ مَنْ وَزَرَ لبني العبَّاس، وكان من دُعاتهم وشيعتهم؛ غير أنه أراد نقل الأمر عنهم إلى غيرهم (¬2).
وكان بُكير بن ماهان رئيس الدُّعاة، فلما حضرته الوفاة؛ كتب إلى إبراهيم الإِمام يُخبره أنه قد استخلفَ أبا سلمة، وكتب [إبراهيم] إلى خُراسان بذلك، وخرج [أبو سلمة] إليهم، فأطاعوه، ودفعوا له خُمس أموالهم ونفقات الشيعة (¬3).
فلمَّا انهزمَ ابنُ هُبيرة إلى واسط ودخل الحسن وحُميد ابنا قحطبة الكوفة: سألا عن أبي سلمة؛ فدُلَّا عليه، فأخرجاه، وفوَّضا إليه الأمر (¬4).
ولما مات إبراهيمُ الإمامُ؛ خافَ أبو سَلَمة انتقاض الأمر، فكتب كتابين؟ أحدُهما إلى أبي [عبد الله] (¬5) جعفر بن محمَّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، والآخر إلى عبد الله بن حسن بن حسن (¬6) بن علي بن أبي طالب على نسخة واحدة، يدعو كلَّ واحدٍ منهما إلى الشخوص إلى الكوفة ليأخذ له البيعةَ على أهل خُراسان،
¬__________
(¬1) بكسر الخاء، جمع خِلَّة.
(¬2) أراد نَقْلَهُ إلى آل أبي طالب (لما مات إبراهيم الإمام) كما سيرد، وينظر "مروج الذهب" 6/ 92، و"مختصر تاريخ دمشق" 7/ 200. وينظر أيضًا "الأوائل" للعسكري 2/ 98، وسماه: أحمد بن سليمان.
(¬3) تاريخ الطبري 7/ 329 (أحداث سنة 127)، وما بين حاصرتين زيادة من عندي للإيضاح.
(¬4) ينظر "تاريخ" الطبري 7/ 418.
(¬5) ما بين حاصرتين من "مروج الذهب" 6/ 93.
(¬6) في المصدر السابق 6/ 94: الحسين. وهو خطأ.

الصفحة 460