كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 11)

الجَهْم، وقال (¬1): مَنْ كان عندَه علمٌ (¬2) من قحطبة فليخبرنا. فقال مقاتل بن مالك العَكّيّ: سمعتُه يقول: إنْ حدثَ بي حادثٌ، فالحَسَنُ ابْني أميرٌ على الناس. فبايَعوا الحسن (¬3).
والثاني: أن قحطبة وُجد قتيلًا في جدول، وإلى جانبه [حرب بن] سَلْم (¬4) بن أحوز قتيلًا، وظنُّوا أنَّ كلَّ واحدٍ منهما قَتَلَ صاحبَه.
والثالث: أن قحطبة قاتلَ تلك الليلة قتالًا شديدًا، وحملَ عليه معنُ بن زائدة، فضربه بالسيف على رأسه، فوقع في الماء، فأخرجوه حيًّا، فقال: إن متُّ فادْفِنُوني في الماء لئلا يقفَ أحد على خبري (¬5).
والرابع: أنه أصابَتْه طَعْنَةٌ في وجهه، فوقعَ في الفرات، فغرق، والذي طعنه يحيى بن حُضَين (¬6) من أهل الشام (¬7).
والخامس: أنه كان في عسكره رجل يقال له: أحلم بن بسام؛ كان قحطبة قتلَ جماعةً من أهله، فلمَّا خاضَ المْراتَ وجاء ليصعد من مكان صعب ولم يكن بقي معه أحد من أصحابه لاشتغالهم بالعبور، فقال أحلم: لا [أطلبُ] أثرًا بعد عين (¬8)، الآن أصبْتُ ثأرَ أولادي وأهلي. فضربه بالسيف على رأسه، فوثبَ به الفرس، فغاص في الماء بسلاحه وفرسه، فلم يوقف له على أثر (¬9).
¬__________
(¬1) في "تاريخ" الطبري 7/ 414: فقال رجل من عُرض الناس.
(¬2) في المصدر السابق: عهد.
(¬3) ينظر تفصيل الخبر في "تاريخ" الطبري 7/ 412 - 414. وينظر أيضًا "أنساب الأشراف" 3/ 153 - 154.
(¬4) في (خ) و (د): سلمة، وهو خطأ. وما بين حاصرتين زيادة من "أنساب الأشراف" 3/ 154، و"تاريخ" الطبري 7/ 415، ولابد منها.
(¬5) بنحوه في "تاريخ" الطبري 7/ 415.
(¬6) من قوله: طعنة في وجهه ... إلى هذا الموضع، ليس في (د).
(¬7) جاء في "تاريخ" الطبري 7/ 415 في رواية أنَّ ابن حُضين ادَّعَى قتله، وجاء فيه أيضًا 7/ 416 - 417 (وبنحوه سياق الكلام أعلاه) أن ابن حُضين حكى عن أحلم أنه قتله. وهو الكلام الآتي بعده.
(¬8) ما بين حاصرتين زيادة من عندي لضرورة السياق، وهذا مثل، وقوله: بعد عين، أي: بعد المعاينة. وينظر "جمهرة الأمثال" للعسكري 2/ 389.
(¬9) ينظر "أنساب الأشراف" 3/ 154، و"تاريخ" الطبري 7/ 414 - 417. ولم أقف على هذا الخبر بهذه السياقة.

الصفحة 471